التعادل الإيجابي يحسم مباراة «الديربي البيضاوي» بين الرجاء والوداد |
نشرة إنذارية: طقس حار مرتقب من السبت إلى الاثنين بعدد من مناطق المملكة |
«الديربي البيضاوي».. التشكيلة الأساسية للرجاء والوداد |
حافلات الدار البيضاء.. تغيير مؤقت في جزء من مسار الخط الرابط بين داوليز والسالمية |
رغم أنه بدون جمهور.. تعزيزات أمنية بملعب «العربي الزاولي» لتأمين «الديربي البيضاوي» |
جماعة المنصورية.. قبلة سياحية صاعدة تتطلع لمزيد من المشاريع التنموية | ||
| ||
رشيد العمري / ومع/ يكتسي الشريط الساحلي لجماعة المنصورية أهمية قصوى في مجال التأهيل الحضري لإقليم بنسليمان، الأمر الذي دفع بالسلطات المحلية وكذا الساهرين على الشأن المحلي بجهة الدار البيضاء- سطات عموما إلى التفكير في إثرائه بسلسلة من المشاريع التنموية للرفع من جاذبيته حتى يضاهي باقي الشواطئ المصنفة عبر المملكة. وتستمد شواطئ جماعة المنصورية مكانتها المتميزة من الإقبال المتزايد الذي تشهده أساسا في فصل الصيف، حيث على امتداد شهري يوليوز وغشت تغص جنبات هذه الشواطئ ومرافقها بكم هائل من الزوار المتوافدين من داخل المغرب وخارجه، وخاصة في نهاية الأسبوع وعند فترات الغروب لاستكشاف سحر اللوحة الفنية التي تنسجها الشمس من خلال معانقتها لسطح البحر. وما يثير الانتباه هو أن منافذ النفوذ الترابي لهذه الجماعة التابعة لعمالة إقليم بنسليمان تمتلئ عن آخرها، كما يحصل خلال هذه السنة، إذ تغمرها مختلف وسائل النقل كخلية نحل بشكل يستدعي تدخل عناصر الدرك الملكي بهدف تسريع وتيسير حركات المرور والسير، وخاصة على طول الطريق الشاطئي الذي يربط ، على مسافة 22 كلم، ما بين مدينتي المحمدية وبوزنيقة. الملاحظ أيضا أن هذا الإقبال على هذه الرقعة الجغرافية ( المنصورية) أضحى بحسب المتتبعين والساكنة متزايدا سنة بعد سنة بفضل الإجراءات المتخذة من طرف الجماعة المحلية وشركائها مما جعل من هذه المنطقة وجهة سياحية صاعدة، حيث ينتعش العقار بشكل لافت للنظر وتصاحبه سلسلة من المشاريع ذات البعد التجاري والترفيهي. ولا يقتصر الاهتمام بهذه الوجهة على عشاق السباحة والسياحة الشاطئية فحسب بل يتعداهما ليشمل أيضا كل من يستهويهم الصيد بالقصبة وعبر القوارب وكذا الباحثين عن الديدان المعدة كطعم في اصطياد الأسماك، فضلا عمن جعلوا من بلح البحر "بوزروك" موردا قارا لرزقهم اليومي. بالرغم من كون الصخور تغزو شواطئها، فإن تنامي شغف المرتادين على هذه المنطقة ظل متزايدا، ما أدى إلى بروز بعض التصرفات والممارسات التي تسيء للشق الإيكولوجي عموما وتهدد الثروة السمكية على الخصوص، إذ أنه بالرغم من كل المساعي والتدبير المتخذة يصعب احتواء كثرة النفايات المتناثرة هنا وهناك خاصة في ظل مخلفات ومتلاشيات أوراش البناء المترامية الأطراف، كما يعاب على المنطقة انتشار الكلاب الضالة. في هذا الصدد، أوضح رئيس جماعة المنصورية، السيد عفيري أمبارك، في حديث خص به القناة الإخبارية M24 وإذاعة (ريم راديو ) التابعتين لوكالة المغرب العربي للأنباء أن ثلثي تراب هذه الجماعة يتسم بطابع قروي صرف، في الوقت الذي تشق فيه هذه الوجهة طريقها لتصبح إحدى أبرز المدن الصاعدة، مؤكدا أنه في ظل هذه المرحلة الانتقالية ستكتمل ملامح المقومات الحضرية لجماعة المنصورية وفقا للخطوط الأولية التي رسمها تصميم التهيئة لسنة 2012. وتجسيدا لهذا المبتغى، وكنظرة استشرافية للمستقبل، واستجابة لتطلعات الساكنة والمصطافين، تراهن الجهات المعنية بالشأن المحلي على أن يكتسي الشريط الساحلي في الأعوام القادمة حلة جديدة، وذلك من خلال الجهود المبذولة من قبل جماعة المنصورية وشركائها لتأهيل المجال الحضري. ضمن هذا السياق تم الشروع ابتداء من السنة الحالية في تهيئة وتجهيز الشطر الأول الممتد على نحو 4 كيلومترات من مدار مركز الاصطياف (ONEE ) على الطريق الجهوية 322 المؤدية إلى شاطئ "السوينية"، إذ يتضمن هذا الشطر مقطعا مجاليا ديناميا له صبغة حيوية مهمة عبارة عن "كورنيش" على مسافة كلم واحد تقريبا.
وأشار السيد عفيري إلى أن هذا المشروع التنموي، المندرج ضمن سلسلة من المشاريع المهيكلة للفترة الممتدة ما بين 2022 و2027، يعد من أهم اللبنات في برنامج العمل الذي صادق عليه مؤخرا مجلس الجماعة، حيث تولى لهذا الشريط الساحلي مكانة خاصة بالنظر للجاذبية الاستثنائية التي يمنحها للمنطقة، فضلا عن كونه ظل على مدى العشر سنوات الأخيرة محط أنظار العديد من المستثمرين كملاذ لخلق الثروة وبالتالي لفسح المجال لمزيد من فرص التشغيل. وأضاف أنه من المرتقب أن تتجاوز الكلفة الإجمالية لإخراج هذا المشروع الى حيز الوجود غلافا ماليا بقيمة 68 مليون درهم، بمساهمة الجماعة الترابية ب 5ر18 مليون درهم، ومجلس جهة الدار البيضاء – سطات ب 42 مليون درهم، في ما يتقاسم المبلغ المتبقي كل من وكالة السكنى والتجهيزات العسكرية (ALEM) وعدد من المستثمرين الفاعلين بالقطاع الخاص. وتتوخى الأطراف المساهمة من وراء هذا المشروع المتكامل أساسا تحسين جمالية الموقع للرفع من الجاذبية في إطار التنافسية الترابية، على غرار كورنيش العاصمة، وتهيئ منتوج سياحي وترفيهي بجودة عالية في مستوى الجاذبية الاستثنائية للساحل الأطلسي. وشمل هذا المشروع في بدايته، على امتداد نحو كيلومترين بين شاطئ التلال وشاطئ ميموزا، مد وتوسيع الطريق الشاطئية مع العمل على توفير إنارتها وتضمينها عددا من المواقف الخاصة بركن السيارات والعربات. كما أشار رئيس جماعة المنصورية إلى أن المشروع يتضمن أيضا سلسلة من الاستثمارات السياحية للقطاع الخاص من مقاهي ومطاعم ونوادي ومحلات تجارية وأكشاك نموذجية جماعية وملاعب للقرب ومرافق صحية وفضاءات خضراء ومنتزه للراجلين إلى جانب الطرق وقنوات صرف مياه الأمطار ومحطات للوقوف، علاوة على التجهيز بالإنارة العمومية وأدراج ومنعرجات وممرات ولوجية ومسابح طبيعية تتغذى بأمواج المد البحري. وخلص الى أن الإقبال المتزايد على منطقة المنصورية نابع من كونها تشكل صورة جديدة في المشهد السياحي، فضلا عن موقعها الاستراتيجي بحكم قربها من الدار البيضاء أكبر سوق لسياحة المال والأعمال إلى جانب كونها تزخر بمؤهلات طبيعية تعد متنفسا بالنسبة لساكنة المدن المجاورة. كما يعزى هذا الإقبال إلى التوفر على مجموعة من الخدمات المتنوعة المتمثلة في الشاطئ والغابة والسكة الحديدية ومطار بنسليمان وغولف باهية بالمنصورية على مقربة من المحمدية وناديين للفروسية، وغيرها من البنيات التحتية التي توفر الراحة والاستجمام للوافدين. ولإنجاح هذا المشروع التنموي المتكامل، الذي سيتحقق عبر مراحل، فقد تم إحداث لجنة للتتبع تحت إشراف ورئاسة عامل الإقليم وممثلين عن كل الشركاء المعنيين. كل ذلك أملاه الموقع الجغرافي الذي يقام فيه المشروع، لكونه واسطة العقد بين العاصمتين الاقتصادية والإدارية وكذا لطبيعة مناخه البحري المعتدل وتنامي جاذبيته حيث تقدر كثافته في السنوات الأخيرة وخاصة في فترة الاصطياف بنحو 6 في المائة متخطية بشكل كبير النسبة المسجلة على الصعيد الوطني. | ||