مصطفى شاكري/عن:هسبريس

اشتكت الأطر الصحية لمستشفى الرازي للطب النفسي بمدينة برشيد من ترحيل المرضى المتابعين قضائيا من السجون نحو المؤسسة دون مصلحة خاصة ذات معايير مناسبة لهذه الفئة؛ ما تسبب في ارتباك الممرضين والأطباء الساهرين على علاج المرضى.

وأوضحت النقابات المحلية بالمدينة أن المستشفى استقبل عشرات المرضى النفسانيين القادمين من سجون المملكة، وسيستقبل المزيد منهم في الأيام المقبلة؛ الأمر الذي خلقا احتقانا داخليا بسبب عدم إخبار المسؤولين والأطباء والممرضين بهذه العملية.

ولفت التنسيق النقابي الصحي إلى أن «الطبيبة المداومة قامت بفحص مجموعة من المرضى النفسانيين الذين حلوا بالمؤسسة بمجرد وصولهم إلى المستشفى مكبلي الأيدي، مصحوبين بكتيبة من الدرك الملكي، ليتم توزيع الأدوية عليهم وتسليمهم إلى ممرضات الحراسة اللواتي أصبن بالخوف والفزع».

وأكد المصدر عينه أن «مصالح المطبخ والمطعم لم تكن على علم بهذه المجموعات من المرضى النفسانيين المتابعين قضائيا؛ ما جعلها لا تعد وجباتهم الغذائية. وبالتالي، بقي النزلاء بدون أكل طيلة الليل، ناهيك عن عدم توفر الأدوية التي وصفتها الطبيبة المداومة داخل المصالح الاستشفائية».

وأشارت النقابات الصحية إلى أن «إنجاح عملية تنقيل عشرات النزلاء من السجون نحو المستشفى المتخصص في الصحة النفسية يتطلب تنسيقا بين مختلف الجهات المسؤولة وتحضيرات مسبقة، سواء من الجانب الأمني أو المادي أو المعنوي».

وذكرت بأن «هؤلاء المرضى متابعون في قضايا الحق العام من جرائم القتل والضرب والجرح وإضرام النار؛ الشيء الذي يتطلب معه جاهزية تامة، من خلال إعداد مصلحة خاصة بهم تتوفر على موارد بشرية ومادية مناسبة لمثل هذه الحالات وتستجيب لمعايير الوقاية والسلامة والأمن الجاري بها العمل».

لذلك، طالب التنسيق النقابي لنقابات قطاع الصحة ببرشيد بتوفير مصلحة تستجيب لشروط الأمن والسلامة قصد إيواء المرضى المتابعين قضائيا، وعزلهم عن المرضى المسنين لما يشكله ذلك من خطر على حياتهم، داعيا كذلك إلى تحسين ظروف استشفاء النزلاء بتأهيل المصالح الاستشفائية.

ويرتقب أن يعقد المدير الإقليمي لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية، حسب المعطيات التي توصلت بها هسبريس من لدن النقابات القطاعية، لقاء موسعا مع التنسيق النقابي يوم غد الثلاثاء من أجل مناقشة الصيغة المقترحة لإنهاء الاحتقان الداخلي بالمستشفى.

في هذا السياق، قال حسن الرامي، الكاتب الإقليمي للنقابة الوطنية للصحة العمومية ببرشيد، إن “عشرات المرضى النفسانيين يتم تنقيلهم إلى مستشفى الرازي للطب النفسي دون توفير أي تجهيزات أو بنيات تحتية لاستقبالهم؛ ما أدى إلى ارتباك الأطر الصحية المشتغلة بالمؤسسة”.

وأضاف الرامي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن «المستشفى يعيش أوضاعا كارثية، حيث يتم خلط جميع أنواع وفئات المرضى النفسانيين، لا سيما أن الدفعات الأخيرة القادمة من السجون تشكل خطرا على المرضى والأطباء والممرضين في الوقت نفسه».