يعيش عدد من سكان الجماعات القروية بدائرة الكارة ودائرة أولاد عبو بإقليم برشيد، منذ شهور شحا في مياه الآبار، إذ أصبحوا مهددين بالعطش، الأمر الذي يتزامن هذه الأيام مع ارتفاع في درجة الحرارة، ما جعل سكان دواوير تلك الجماعات الترابية، منها (رياح أولاد زيدان، بن مشيش، أولاد صباح ومناطق أولاد عبو، الغنيميين، بن معاشو، سيدي عبد الخالق)، يوجهون مرة أخرى نداء إلى السلطات الإقليمية من أجل التدخل لإنقاذهم من العطش، بسبب جفاف الآبار نتيجة استنزاف الفرشة المائية.
حيث أصبحوا اليوم يهددون بتنظيم مسيرة احتجاجية صوب مقر عمالة الإقليم، بعدما عجزت الجماعات الترابية عن إيجاد حلول لأزمة العطش، وذلك للمطالبة بإيصال قنوات الماء الشروب إلى أقرب التجمعات السكنية، أو إنشاء ثقوب جوفية لجلب المياه من أجل التخفيف من حجم المعاناة اليومية التي يواجهونها في مسيرة يومية للبحث عن مياه الشرب، سيما خلال فصل الصيف الذي يعرف ارتفاعا في درجة الحرارة.
إذ بات من الصعب على سكان بعض الجماعات بإقليم برشيد التزود بالماء من الآبار في ظل ما تعرفه المنطقة من استنزاف للفرشة المائية من قبل مزارعي الجزر، مما يزيد من معاناة السكان الذين أصبحوا يطالبون المسؤولين بحلول عاجلة لتزويد م بالماء الصالح للشرب، أو التعجيل بحفر آبار بالتجمعات السكنية لتخفيف معاناتهم اليومية.
هذا ولإنقاذ الموقف تعمد بعض الجماعات منذ سنوات إلى الاستعانة ببعض الصهاريج لتزويد سكان الدواوير الأكثر معاناة مع العطش بالماء، الأمر الذي يعتبره سكان دواوير الجماعات الترابية مجرد حل ترقيعي في غياب أي برنامج استعجالي.
هذا وأكد سكان عدد من الدواوير بتراب جماعة الرياح وأولاد عبو وبن معاشو، أن مشاكل قلة المياه الصالحة للشرب عادت إلى الظهور بهذه المنطقة التي تعتبر أقرب منطقة من ثلاثة سدود (الحيمر، مازر، وتمدرست)، وسد الدورات بمنطقة بن معاشو وأولاد عبو، لكن لا تستفيد منها الأسر المحرومة التي تزداد معاناتها سنة بعد أخرى، ما يتطلب قطع كيلومترات لجلب الماء.
وكانت وكالة الحوض المائي لأبي رقراق والشاوية قد خلصت في تقرير لها إلى أن ما يقع من استنزاف للمياه الجوفية بإقليم برشيد، يهدد بالعطش والجفاف والتلوث، وأصبحت فلاحتهم السقوية مهددة بالزوال. وذكر التقرير نفسه أن الطبقة المائية الجوفية المعروفة اختصارا بـ(فرشة برشید)، تتعرض لاستنزاف واستهلاك مفرط، حيث الآبار والأثقاب تنجز خلسة ليلا ونهارا، بدون أدنى ترخيص من طرف أصحاب الأراضي الفلاحية والضيعات والإقامات الفخمة، مما جعل سكان تلك الجماعات يتهمون وكالة الحوض المائي لأبي رقراق والشاوية بعجزها عن حماية الطبقة المائية، وعدم قدرتها على التصدي لكبار الفلاحين وأصحاب الضيعات الذين يحفرون الآبار بدون تراخيص، ويستنزفون مياه الفرشة المائية. |