التعادل الإيجابي يحسم مباراة «الديربي البيضاوي» بين الرجاء والوداد |
نشرة إنذارية: طقس حار مرتقب من السبت إلى الاثنين بعدد من مناطق المملكة |
«الديربي البيضاوي».. التشكيلة الأساسية للرجاء والوداد |
حافلات الدار البيضاء.. تغيير مؤقت في جزء من مسار الخط الرابط بين داوليز والسالمية |
رغم أنه بدون جمهور.. تعزيزات أمنية بملعب «العربي الزاولي» لتأمين «الديربي البيضاوي» |
نجوم من الحي المحمدي... « ناس الغيوان » | ||
| ||
أبدع الحي المحمدي بمدينة الدار البيضاء في إنجاب أبرز المجموعات الغنائية، كناس الغيوان لمشاهب مسناوة، تاكادة ، السهام، جيل جيلالة وهي مجموغات خلقت ثورة غنائية نظرا لقالبها الجديد وتطرقها إلى مواضيع سياسية واجتماعية محظورة، «كازا 24» ترصد تاريخ ومسيرة هذه المجموعات في سلسلة «نجوم الحي المحمدي». تأسست فرقة ناس الغيوان في ستينيات القرن الماضي بالحي المحمدي من طرف بوجميع والعربي باطما وعمر السيد وعبد العزيز الطاهري ومحمود السعدي، تأسيس المجموعة شكل النواة الأولى لانتشار لون موسيقي جديد مهم، ساهم بشكل كبير في الدفع بالموسيقى التراثية المغربية. على الرغم من تأثر أعضاء المجموعة كبقية أبناء جيلهم برياح موجة التحرّر التي عرفها العالم في فترة الستينيات، فضلاً عن بساطة مستواهم الأكاديمي، إلا أنهم تشبّعوا بالثقافة الشعبية واعتمدوا في معظم أغانيهم على الزجل المنبثق من الإرث الثقافي الشعبي. ولم يكن همهم السعي وراء الشهرة والمال، ولكن التحدث باسم المهمشين والدعوة إلى التشبث بالهوية. شكّلت الفرقة محاولة لإعادة إنتاج الاندماج الاجتماعي الذي فكّكه الاستعمار الفرنسي، وكانت مثلاً لبقية شباب المغرب الكبير من حيث مدى الاقتناع بالهوية والحرص على التشبّث بالثقافة الشعبية الأصيلة، وكان أول إنتاجاتها أغنية "الصينية"، وهي الآنية التي يجتمع عليها المغاربة لشرب الشاي في طقوس اجتماعية خاصة بالمجتمع المغربي. يعتبر الراحل بو جمعة حكور الملقب بـبوجميع المحرّك الأساس والنواة الأولى للمجموعة، لم يتمكن من متابعة دراسته لظروف عائلته الاقتصادية، إذ اضطر إلى ترك دراسته في الثانوية والعمل في مجالات النسيج والتصبير لإعالة أسرته. قام بو جمعة بإنشاء فرقة مسرحية ومن ثم انضم وبعض زملائه إلى فرقة الطيب الصديقي، وسرعان ما قرر إنشاء فرقة تهتم بالتراث الشعبي مع كل من العربي باطما وعمر السيد وعبد العزيز الطاهري، الذي سيعوّضه عبد الرحمان قيروش الملقب بـباكو إضافة إلى علال يعلى. لم تستسغ السلطات النقد السياسي اللاذع في بعض أغاني فرقة ناس الغيوان مثل أغنية "غير خذوني" التي تسرد معاناة المعتقلين في السجون السرية، وأغنية "مهمومة" التي تحكي الفرق الشاسع بين الثراء الفاحش للأغنياء، والبؤس الذي يعيشه الفقراء في فترة "الحديد والجمر" التي عرفت اعتقال العديد من الشباب بسبب توجهاتهم الفكرية، ما حدا بها إلى التضييق على المجموعة عبر منعها من تسجيل بعض أغانيها، ومنع بثّ بعضها الآخر في وسائل الإعلام التي كانت تشكّل آنذاك قناة تلفزيونية وإذاعة حكوميتين فقط. شكلت وفاة بوجمعة في العام 1974 عن عمر 30 سنة ضربة قوية لمجموعة "ناس الغيوان" التي لم يستوعبها أعضاؤها في حينه. يروي علال يعلى تفاصيل اليوم الأخير في حياة صديقه قائلاً إن آخر سهرة شارك فيها بوجميع كانت في مدينة القصر الكبير شمال المغرب، نصحه بأن يخلد إلى الراحة بعدما تقيأ بوجميع الدم بسبب مرض قرحة المعدة الذي كان يعاني منه لسنوات، لكنه تحامل على نفسه وأكمل السهرة. ويضيف علال أنه بعد رجوعهم في تلك الليلة إلى الدار البيضاء، استفاق ليلاً على خبر وفاة بوجميع، "بدا الأمر كالكابوس تمنيت أن أفيق منه". قرّر بعض الأعضاء إثر ذلك حلّ المجموعة لاعتبارهم أنه لا وجود لـ "ناس الغيوان" من دون بوجميع، لكنهم عادوا عن قرارهم وأكملوا مشوار الأغنية الملتزمة الذي دام سنوات، وأنتجوا أغنية "والنادي أنا" نعوا فيها صديقهم الراحل ضمن ألبوم سموه "تكريم بوجميع". عرف مستوى فرقة ناس الغيوان تراجعاً بعد رحيل معظم أعضائها المؤسّسين، خصوصاً منذ وفاة العربي باطما الشاعر والباحث التراثيّ في العام 1997، ما أدى إلى غياب مبدع في وضع كلمات الأغاني، وبالتالي لم تستطع مواصلة مستواها المعهود، وظلت في الغالب تعيد أغانيها القديمة الناجحة، وإنتاج أغان لم ترقَ إلى مستواها المعروف. بقيَ عمر السيد الوحيد من العناصر القديمة التي ما زالت تنتمي إلى الفرقة إلى جانب أعضاء جدد، وذلك بعد وفاة باطما في العام 1997 وباكو في العام 2012، وبعد انسحاب علال يعلى الذي اعتبر أن روح ناس الغيوان أخذها مبدعوها الراحلون معهم إلى اللحد. وتبقى فرقة ناس الغيوان أهم تجربة غنائية عرفها المغرب، شكلت منارة أضاءت طريق العديد من المجموعات الشعبية التي سارت على دربها، وأعادت الاعتبار إلى الفنون الشعبية الأصيلة التي كان ينظر إليها بنمطية سلبية. | ||