الجمعة 22 نونبر 2024
راصد إنتخابي
آخر الأخبار
مغاربة العالم - الجهة 13
تابعونا على الفايسبوك

نجوم من الحي المحمدي...« جيل جيلالة »

كازا 24 الخميس 3 أكتوبر 2019

أبدع الحي المحمدي بمدينة الدار البيضاء في إنجاب أبرز المجموعات الغنائية، كناس الغيوان لمشاهب مسناوة، تاكادة ، السهام، جيل جيلالة وهي مجموغات خلقت ثورة غنائية نظرا لقالبها الجديد وتطرقها إلى مواضيع سياسية واجتماعية محظورة، «كازا 24» ترصد تاريخ ومسيرة هذه المجموعات في سلسلة «نجوم الحي المحمدي».

                                                          «جيل جيلالة»

بعد تجربة ناحجة في مسرح الهواة، أسس كل من محمّد درهم، سكينة الصفدي، محمود السعدي وآخرون فرقة جيل جيلالة سنة 1972 بـالحي المحمدي بالدار البيضاء بعدما لاحظوا تفاعل الجمهور مع أغانيهم في العروض المسرحية.

لم يكن إختيار الإسم إعتباطياً، فجيل جيلالة كانت تسمية ترمز إلى المنهج الذي ستتبعه الفرقة، ويقوم على المراوحة بين الانفتاح على معاصريهم ،و لكن أيضاً العودة و النهل من التراث ، ذلك أن جيلالة هي طائفة من طوائف الشّيخ عبد القادر الجيلاني.

هكذاارتسمت ملامح هذه الفرقة التي ستكون همزة وصل بين الماضي بموسيقاه الثريّة والحاضر بصخبه وتنويعاته الفنيّة.

وعمدت الفرقة منذ نشأتها إلى الاعتماد على أعضائها في التأليف والتلحين (باستثناء عيسى الفاسي ومحمّد بن عيسى) ، فكانت بمثابة المختبر الموسيقي الذي يضمّ محمّد الدرهم وعبد العزيز الطاهر المختصين في البحث والنّبش في التراث مع صوت المايسترو الطاهر الأصبهاني.

أدّى اجتماع هذه المواهب مع العمل الدؤوب بهدف تطوير موسيقاهم إلى تسجيل ثلاث أغانٍ في القناة المغربية هي «الكلام لمرصع» و«العار آبويا» و«جيلالة».

من مسرح الهواة إلى التلفاز، انطلقت الفرقة في أداء أغانيها التي لاقت رواجاً لدى الجميع وخاصة شباب السبعينات، وفي 7 أكتوبر 1972 أحيت جيل جيلالة حفلاً أمام أكثر من 2000 متفرّج بالدار البيضاء ليتمّ استدعاؤها بعد ذلك إلى القصر الملكي. وقد كانت هذه المقابلة مع الملك بمثابة الإنطلاقة الحقيقية وميلاد فرقة ستكتسح الساحة العالمية.

بعد التكوين وسنوات البحث، انطلقت الفرقة لإحياء مجموعة من الحفلات في مختلف أنحاء العالم، وأصبحت أصبحت جيل جيلالة رمز الأغنية الملتزمة في العالم العربي.

وفي المملكة العربية السعودية سنة 1979، وفي إطار الأسبوع الثقافي المغربي سيعجب الجمهور بأغنية القدس وسيتفاعل معها بشكل لافت.

وهي أغنية تتميّز بإيقاعها الأفرو-مغاربي مع نسق سريع، وتشير كلماتها إلى الحالة المزرية التي وصل لها العالم العربي، وهي أيضاً دعوة للوحدة والانعتاق من كل سلطة مستبدة.

ومن بين مجموعة الأغاني التي قدّمتها فرقة جيل جيلالة ، تبقى الشمعة الأكثر شهرة، إذ يطلبها الجمهور ويردّدها ويحفظها عن ظهر قلب.

بعدما حققت جيل جيلالة شهرة واسعة في كل أنحاء العالم، فشلت في تجنّب الهزّات والخلافات، فغادرها العديد من الأعضاء المؤسسين، الذين كانوا منذ البداية القلب النابض للمجموعة.

لقد كانت الخلافات ذات طابع مادي أساساً، ثمّ تحوّلت إلى اختلاف في الرؤى حول الموسيقى المُقَدَّمَة والمنهج المُتَّبَعِ في إنتقاء الأغاني التراثية، و هو ما أدّى إلى إنقسام الفرقة.

بين سنتي 1984 و1994 تفاقمت الأمور تدريجياً، إنشغل الطاهري و الدرهم بمشاريع أخرى ولم يتفرغا للفرقة، ولم تصمد اللحمة التي كانت تربط الأعضاء طويلاً، فتراجع الإنتاج وأصبحت الفرقة في غياهب النسيان.