أصدر المقيم العام الفرنسي ليوطي قرارا ببناء المدرسة الصناعية والتجارية للدار البيضاء، في 25 أبريل 1917، لكن حين داهمه الموسم الدراسي، فتح محلات مؤقتة لتدريس التلاميذ، في بوسمارة بالمدينة القديمة، قبل تنقيل التلاميذ إلى المقر الحالي للمؤسسة بمنطقة كراج علال، بعد أن صدر ظهير التأسيس في الجريدة الرسمية. لم تكن المؤسسة تقتصر على تكوين الطلاب في الصناعة والتجارة بل الفلاحة أيضا بعد أن امتلكت ضيعة للتجارب تابعة لها، في المكان الذي يوجد به الآن مقر الدرك الملكي بعين حرودة، حيث كان التلاميذ ينتقلون في حافلة في ملكية المؤسسة إلى الضيعة، وهي الحافلة التي لازالت أشلاؤها جاثمة في ركن بالمؤسسة.
يقول الدكتور محمد عبور، العضو في جمعية قدماء تلاميذ ثانوية الخوارزمي التي أسست سنة 1993، إن الخوارزمي كانت المرفق التكويني الوحيد في قطاع الصناعة والتجارة، وقال مدير سابق إن حاجة البلاد إلى أطر مدربة عجل بفتح الثانوية، التي "كانت تقوم مقام التكوين المهني، وهي المدرسة الوحيدة في المغرب بعد مؤسسة في طنجة، وأول فوج تخرج منها يرجع لسنة 1919 بعد سنتين من التكوين".
من الأسماء التي تخرجت من هذه الثانوية، نجد ادريس جطو رئيس المجلس الأعلى للحسابات، الذي تقلد مناصب وزارية عديدة، والمستشار الملكي مزيان بلفقيه، ومحمد القباج وزير التجهيز السابق الذي شغل منصب عامل للدار البيضاء. ومحمد حصاد وزير الداخلية، وعدد كبير من مكونات "الباطرونا" المغربية. المدير العام السابق لشركة التبغ والرئيس المؤسس لشركة كيتيا والرئيس المدير العام لوفا بنك والمدير العام للموانئ وبعض جنيرالات الجيش المغربي، عدد كبير من الشخصيات التي حكمت البلاد بيد من "حديد".
وكان ادريس جطو قد أكد في تصريح سابق بأن مدينة الجديدة شهدت بداية مساره التعليمي، قبل أن ينتقل إلى الدار البيضاء حيث أكمل دراسته بثانوية الخوارزمي، لعدم وجود ثانوية تقنية في مدينة الجديدة، وفيها حصل الفتى على شهادة الباكالوريا شعبة التقنيات والرياضيات سنة 1964، والتحق بكلية العلوم بالرباط شعبة الفيزياء والكيمياء، وحصل فيها على دبلوم الدراسات المعمقة، كما حصل شهادة تدبير وتسيير المؤسسات سنة 1968 من "كوردوينرز كوليدج" بلندن |