تفاعل عدد من البيضاويين مع صورة باللونين الأبيض والأسود، نشرت على صفحة « موسوعة الدار البيضاء»، توثق لمدخل المدينة القديمة بالقرب من «البازارات» حاليا، في عهد الحماية.
وتداول رواد مواقع التواصل الإجتماعي الصورة التي تعود لسنة 1912 على نطاق واسع، معبرين عن إعحابهم بالزمن الجميل للمدينة بالقول: «عندما كانت البيضاء فيها ماليها».
ويذكر أن القوات الاستعمارية شنت غارتها البحرية على مدينة الدار البيضاء التي تعرضت لدمار وتخريب شامل من طرف المدفعية الفرنسية يومي 5 و7 غشت من سنة 1907 على إثر حدث مقتل تسعة عمال أجانب الذين كانوا يقومون بأعمال بناء خط السكة الحديدية منتهكين حرمة مقبرة قديمة للمسلمين، وهو ما اعتبر تدنيسا للمقدسات الدينية للمغاربة.
هذا الغزو الذي تعرضت له المدينة إن كان يبدو في ظاهره على أنه رد فعل اتجاه أعمال التخريب التي قام بها سكان مدينة الدار البيضاء اتجاه شركة البناء، التي كانت تعتزم ربط مرفأ الميناء بالرصيف، إلا أنه في واقع الأمر كان فكرة راودت القوى الاستعمارية الفرنسية منذ سنة 1903، والمتمثلة في السيطرة على أحد أهم المراكز التجارية البحرية في شمال إفريقيا، وهو ميناء الدار البيضاء الذي قال عنه «لوموان» Le Moine: «فميناؤها واسطة عقد الموانئ المغربية المفتوحة للتجارة، ويوجد وسط سهول الشاوية الخصبة» .
فما أن احتلت جحافل القوات الفرنسية مدينة الدار البيضاء في 7 غشت 1907 وتوجهت أنظارها لزحف نحو بسيط الشاوية لاحتلالها، حتى سارع أبناء هذه الربوع المجاهدة إلى حمل السلاح والدعوة للتعبئة الشاملة والجهاد في صفوف القبائل المجاورة، حيث جابهت قوات الاحتلال الفرنسي في معارك عدة نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر، معركة دار بوعزة في 28 غشت 1907 ومعركة سيدي مومن في 3 شتنبر 1907 ومعركة السطات الأولى في 15 يناير 1908 ومعركة عين مكون في 24 يناير 1908 ومعركة دار قصيبات في 2 فبراير 1908 ومعركة سيدي الجبلي ومعركة مديونة في نفس السنة، وغيرها من المحطات النضالية الغراء. |