التعادل الإيجابي يحسم مباراة «الديربي البيضاوي» بين الرجاء والوداد |
نشرة إنذارية: طقس حار مرتقب من السبت إلى الاثنين بعدد من مناطق المملكة |
«الديربي البيضاوي».. التشكيلة الأساسية للرجاء والوداد |
حافلات الدار البيضاء.. تغيير مؤقت في جزء من مسار الخط الرابط بين داوليز والسالمية |
رغم أنه بدون جمهور.. تعزيزات أمنية بملعب «العربي الزاولي» لتأمين «الديربي البيضاوي» |
ترميم «عوينة شامة»... العبث بالإرث الثقافي | ||
| ||
خالد العطاوي/عن:الصباح لو كان "كيرا" (شخصية كوميدية اشتهر بإطلاق النكات والطرافة في الحي المحمدي) حيا، لسخر من ترميم سقاية "عوينة شامة" بدرب مولاي الشريف، بخفة دمه ونباهته، حتى يجعل أشد العابسين بالجماعة يستلقون على قفاهم من الضحك. أليس هو من تعهد ساخرا، في حملة انتخابية مقابل التصويت عليه، ب"تسقيف الحي وترك فسحة للهواء النقي وإرواء عطش الحدائق بمشروب غازي؟". احتفل المسؤولون بجماعة الحي المحمدي كثيرا بترميم "عوينة شامة"، واعتبروها إنجازا تاريخيا يستحق الافتخار، وربما يجعلون الحدث "عيدا محليا" تقام له الاحتفالات والتظاهرات، ويساق إليه الزوار من أجل الاستمتاع ب"عوينة شامة"، علما أن أبجديات ترميم المآثر، كما يراها المختصون، أشد تعقيدا، وتحتاج إلى دراسات ومبالغ مالية خيالية. اقتصر ترميم "عوينة شامة" على رسوم للمياه على واجهة الجدران، ووضع "زليج" على واجهتها، ثم كفى الله المؤمنين شر القتال، وانتهت السقاية من ذاكرة تاريخية يختلف المؤرخون حول شخصيتها وتاريخها في المقاومة ضد الاستعمار إلى ينبوع ماء لا غير. وجه ترميم السقاية ضربة إلى ماضيها العريق، إذ تشير بعض الوثائق التاريخية إلى أن "عوينة شامة" التي تقع في أول أزقة ب"درب مولاي الشريف"، كانت تستقبل الزائرين، وربما مازال بعض السكان يحتفظ بسر تلك السقاية، ففي 1946 كان هناك مقهى تملكه "شامة العبدية"، وكان لها حظ من الجمال، وتبنت طفلة اسمها "لكبيرة"، أما زوجها، فهو أحمد بن إسماعيل البحراوي، في حين تؤكد مصادر أخرى أن "شامة" أعدمت رميا بالرصاص من قبل الفدائيين، لأسباب مازالت مجهولة. لم يجلب "ترقيع" السقاية إلا سخط أغلب الفاعلين الجمعويين، بل منهم من أصبح يتندر على مصيرها، في الوقت الذي صرح عبد الجليل أبا زيد، المستشار الجماعي بجماعة الحي المحمدي وأحد المدافعين عن هويته الثقافية، في اتصال مع "الصباح"، أنه شعر بالصدمة من طريقة ترميم "عوينة شامة"، فهي تقع بين منزلين صدر في حقهما قرار بالهدم والإخلاء، ما يجعل مستقبلها غامضا، ويصف صرف مبالغ مالية على العملية بهدر للمال العام، مشيرا، في الوقت نفسه، إلى استغرابه من جدوى الترميم، في حي مهدد بالانهيارات كل سنة، إضافة إلى أن السقاية أصبحت، الآن، هدرا للمياه التي يعاني المغرب من ندرتها، وأصبحت تستقبل بعض الدواب لإرواء عطشها. ونفى أبازيد علمه بالقيمة المالية لترميم "عوينة شامة"، مشيرا إلى أن العملية تكشف عشوائية وارتجالية في القرار. أما أحد الفاعلين الجمعويين في المنطقة، فوصف ترميم "عوينة شامة" بالمهزلة، والأولى كان اقتناء المنزل المهجور الذي تستقر أسفله والمهدد بالانهيار لإعادة ترميمه وتشييد متحف مكانه للتعريف بغنى المنطقة، لا التطبيل على "تزليج" ورسوم ملونة فوق "السقاية". | ||