التعادل الإيجابي يحسم مباراة «الديربي البيضاوي» بين الرجاء والوداد |
نشرة إنذارية: طقس حار مرتقب من السبت إلى الاثنين بعدد من مناطق المملكة |
«الديربي البيضاوي».. التشكيلة الأساسية للرجاء والوداد |
حافلات الدار البيضاء.. تغيير مؤقت في جزء من مسار الخط الرابط بين داوليز والسالمية |
رغم أنه بدون جمهور.. تعزيزات أمنية بملعب «العربي الزاولي» لتأمين «الديربي البيضاوي» |
متحف مسجد الحسن الثاني..قطع أثرية تؤرخ ذكرى تشييد هذه المعلمة التاريخية | ||
| ||
مضت 29 سنة على تدشين مسجد الحسن الثاني، الذي يعد معلمة تاريخية من الهندسة المعمارية العربية-الإسلامية، شيدت في عهد المغفور له جلالة الملك الحسن الثاني، وتنفيذا لتوجيهاته، وهي نتاج عمل حرفي حقيقي يتجسد في أدق التفاصيل التي يحتفظ متحف مؤسسة مسجد الحسن الثاني بنماذج منها، إذ يضم مجموعة من القطع المنتقاة بعناية من قبل الصناع الحرفيين أثناء بناء هذه المعلمة التاريخية، والمصنفة ضمن لائحة التراث الوطني. وجرى التعرف عن قرب على هذا المتحف والتأمل فيه والتجول في رحابه في زيارة ميدانية برفقة وداد بلقاسمي، رئيسة قسم الخدمات في مؤسسة مسجد الحسن الثاني. وأوضحت بلقاسمي أن مسجد الحسن الثاني تجتمع فيه العديد من العناصر التي تميّزه عن غيره من المساجد في العالم الإسلامي، إذ ينفرد ببنائه العملاق فوق مياه المحيط الأطلسي، ذلك في إشارة للآية القرآنية "وكان عرشه على الماء" سورة هود"، مضيفة أنه على خطوات قليلة من هذه المعلمة التاريخية يوجد متحف الحسن الثاني الذي دشن في أكتوبر 2012 من قبل جلالة الملك محمد السادس، ويضم أهم منشآت الصناعات التقليدية التي المعتمدة في بناء المسجد". وأضافت أن وزارة الشباب والثقافة أعلنت عن تصنيف مجموعة من التحف التي تنتمي لمتحف مسجد الحسن الثاني بالدار البيضاء ضمن لائحة التراث الوطني، وتتشكل من 142 قطعة ويتعلق الأمر بنماذج زخرفية تراثية متنوعة من الخشب والنحاس والحجر والرخام والزليج والجص، تم إنجازها أثناء ورش بناء المسجد لعرضها على أنظار المغفور له الملك الحسن الثاني الذي انتقى من بينها ما يزين فضاءات هذا الصرح الديني المتفرد. وأشارت وداد إلى أن مؤسسة متحف الحسن الثاني رحبت بقرار الوزارة "الذي يأتي في إطار استراتيجيتها الهادفة إلى تثمين التراث الثقافي، وسعيا منها إلى تأمين الحماية القانونية للمنقولات التراثية ذات القيمة الحضارية والفنية والعلمية، مشيرة إلى أن هذا التصنيف يندرج في إطار التعاون بين وزارة الشباب والثقافة ومؤسسة الحسن الثاني، ووزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والاسكان وسياسة المدينة، والمعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث". وأردفت أن مسجد الحسن الثاني يتميز بتصميمه الفريد وزخارفها المستوحاة من طراز العمارة المغربية، حيث استخدم الصناع والحرفيون في بنائه مجموعة من المواد كالزليج والخشب المنحوت، بالإضافة إلى الجبس المغربي الذي يعتبر من الفنون القديمة التي تضفي طابعا جماليا.
امتزاج بين الحرفية والبراعة التقنية أنشئ مسجد الحسن الثاني تجسيدا للإرادة الملكية الرامية في تشريف العاصمة الاقتصادية للمملكة بأكبر مبنى تذكاري حضاري، باعتباره جزء مهما من خطة عمل واسعة لتطوير وإعادة هيكلة الدار البيضاء الكبرى، وتم تكليف شركة الهندسة المعمارية الفرنسية ميشال بانسو بإنجاز المشروع، الذي تم تنفيذه بالتعاون مع الحرفيين والعمال المغاربة، وكذا شركة "Bouygues" الفرنسية، تطبيقا لتوجيهات المغفور له جلالة الملك الحسن الثاني. وأفادت وداد بلقاسمي أن الموارد البشرية والتقنية تعبأت لتشييد هذا المبنى المعماري العريق الذي تطلب 50 مليون ساعة من العمل، وخبرة أكثر من 11000 إطار دائم، وساهمت في خلق ما يقارب 80.000 وظيفة غير مباشرة. وبخصوص تحديات مرحلة البناء، بينت بلقاسمي أن "بناء مسجد الحسن الثاني مقارنة بالقرن الماضي هو إنجاز تقني حقيقي، حيث أن وجوده بجانب البحر ناهيك عن الظروف المناخية كانت أول التحديات التي تمت مواجهتها في ذلك الوقت، الأمر الذي استلزم استخدام مواد شديدة المقاومة، مثل طلاء الترافرتين، واستخدام التيتانيوم للأبواب واستخدام "تدلاكت" في الداخل لمواجهة الرطوبة ". وختمت رئيسة قسم الخدمات بمؤسسة مسجد الحسن الثاني زيارتنا بقصة حول طول المئذنة قائلة إن "المغفور له جلالة الملك الحسن الثاني، خلال زيارته للموقع، بدى له أن حجم المئذنة لا يتناسب مع حجم المبنى، وطلب من الشركة المسؤولة عن الأشغال رفع المئذنة بمقدار 25 مترا، الأمر الذي استدعى تطوير مواد البناء بشكل خاص ولها القدرة على تحمل الوزن الإضافي جراء هذا التعديل".
| ||