يحن البيضاويون إلى ماضي المدينة، فيستعيدون ذكرياتهم بأحيائها، وينشرون صورا قديمة لمآثر وأزقة وبنايات، كاشفين عن عصر ذهبي مازال يسكنهم.
لن تجد بيضاويا يكره مدينته، ربما يغضب على حالها ومآلها، ويسخط على حاضرها، ويلعن من تسبب في فقدان بريقها، وحين يستعيد ماضيها، ويتفحص أرشيف صورها، يستعيد إحساس الزهو بالمدينة هي أشبه ب"زهرة" بين المدن بأبنائها وثقافتهم وعاداتهم.
أينما وجلت صفحة "فيسبوكية" تهتم بالشأن المحلي للدارالبيضاء، ستعثر على كنز ثمين عبارة عن صور تاريخية للمدينة تحكي عن رونق شوارعها وإبداع مصمم بناياتها، كما تكتشف قصائد تبجل في طقوس البيضاويين بالأحياء القديمة، حين كان "سونتر فيل" (وسط المدينة)، أشبه بمسرح كبير يستمتع الزائر بتفاصيل الحياة به، أو في درب السلطان، حيث رائحة العلاقات الإنسانية والتكافل تجمعهم، أو في الحي المحمدي، حيث الثقافة وأشهر الفنانين، وغيرها من الأحياء والشوارع التي ارتبطت في ذاكرة البيضاويين بالفترة الذهبية للمدينة.
يقول أحدهم "إن الأشغال الحالية وتدهور البنية التحتية وانتشار النفايات" لن تمنع البيضاويين من عشق مدينتهم، ولو في مواقع التواصل الاجتماعي أو البحث في أرشيف صورها، فالمدينة، التي يطلق عليها المسؤولون لقب "العاصمة الاقتصادية"، كانت منارة في الثقافة وبساطة سكانها تسر الزائرين.
إنها "كازا" تحفة فنية قديما، وجوهرة لن تفقد لمعانها، ولو اجتمعت كل معاول الهدم على طمس معالمها.
|