«الديربي البيضاوي».. التشكيلة الأساسية للرجاء والوداد |
حافلات الدار البيضاء.. تغيير مؤقت في جزء من مسار الخط الرابط بين داوليز والسالمية |
رغم أنه بدون جمهور.. تعزيزات أمنية بملعب «العربي الزاولي» لتأمين «الديربي البيضاوي» |
الإعلان عن انقطاع التيار الكهربائي يومي السبت والأحد في 5 جماعات بإقليم الجديدة |
الدار البيضاء.. تأجيل محاكمة الناصيري وبعيوي إلى 29 نونبر |
فن «آرت ديكو » المعماري.. الرمز الأثري للدار البيضاء | ||
| ||
هجر الراجي ( ومع) تشكيلات جميلة وتناسق فريد وزوايا متميزة ... ضمن ثنايا هذه المعالم العمرانية الأثرية والزخارف تتحرك الحياة الصاخبة للدار البيضاء.. هنا تحديدا ما يزال فن" آرت ديكو " المعماري يمنح للحياة طابع الأصالة العجيب الممزوج بالمعاصرة. وبالعودة إلى تفاصيل هذا المسار، فقد شهدت العاصمة الاقتصادية في الماضي أحد أكثر المغامرات والتحولات المدهشة في مجال التخطيط العمراني والحضري المعاصر. حيث تحولت هذه المدينة الساحلية، التي كانت تشهد نشاطا تجاريا مكثفا خلال فترة الحماية الفرنسية، إلى مجال لتجارب جيل من المهندسين المعماريين المتشبعين بأفكار الفنون الجميلة في باريس. يتعلق الأمر بمغامرات وتجارب حملت توقيعات مهندسين معماريين فرنسيين شباب منهم ألكسندر كورمييه، وبيير جابين، وهوبير برايد وغيرهم الكثير، الذين وجدوا شغفهم في الفضاءات المناسبة التي توفرها الدار البيضاء، المدينة التي توجد في كامل إقلاعها الاقتصادي والثقافي والحضري والمعماري وقتئذ، حيث المجال الخصب لتجسيد جميع الأنماط والاتجاهات الفنية الحديثة. وبناء عليه، كانت حصيلة هذه التجارب تفاعل الواجهات البيضاء، والأحجام التكعيبية، ولعب الظلال والضوء، على مستوى المباني التي تخللتها زخارف مستوحاة من الفن الحديث ومن التعاطي الذكي مع مجال البناء.. وهو توجه يليق بمدينة جديدة وحديثة متطلعة للمستقبل. على درب هذا التوجه، جرى تشييد وسط المدينة في بداية القرن العشرين، والتي تحيط بساحة محمد الخامس بالدار البيضاء، حيث تتواجد هناك مختارات من الأماكن والمباني التي تشهد على انتشار هذا الطراز من المعمار في النصف الأول من القرن الماضي. تشمل هذه المباني، على وجه الخصوص، مقرات ولاية جهة الدار البيضاء سطات، وجماعة الدار البيضاء، وبنك المغرب، والبريد، والمحكمة الابتدائية.. فكل معمار هذه المباني يتزين بفن " آرت ديكو". وسينضاف قريبا المسرح الكبير لهذه المعالم المعمارية الكبيرة. وتبقى الإشارة إلى أن فن "آرت ديكو" المعماري لم يخل من تأثر بأساليب الديكور المغربية . فمن خلال التهجين بينهما تشكل جانب من الفن المغربي الجديد، الذي يتميز باستخدام الرخام على الأرض وعلى الجدران، وكذا الزخرفة والأشكال الهندسية. كما تحتل فيلا الفنون وكنيسة القلب المقدس، من جانبهما، مكانة مرموقة ضمن هذا التراث المعماري الفريد، تنضاف لهما بنايات المجازر القديمة في الدار البيضاء الواقعة في الحي المحمدي، المنطقة الصناعية ومجال الطبقة العاملة في أوائل القرن العشرين. هكذا إذن، تقدم الدار البيضاء نفسها باعتبارها نموذجا للهندسة المعمارية "الفريدة والرائدة"، وذلك على ملتقى مسارات تجمع بين التقليد والحداثة، وتراث له قيمة كبيرة على المستويين المحلي والوطني. وللحفاظ عليه، تم إطلاق برنامج ترميم لتراث فن " آرت ديكو" المعماري. وهو مشروع يوجد في مراحله الأولية، لكنه يعد بضمان استدامة هذا المزيج المعماري والثقافي المهم. | ||