«بريد المغرب» يعزز دوره كرائد في الثقة الرقمية بالمغرب |
هذه توصيات ندوة إقليمية بسيدي بنور حول مأسسة التشاور والحوار المؤسساتي المباشر |
السردين يصل إلى 30 درهما للكيلوغرام |
العثور على جثة شاب مجهول الهوية في منطقة خلاء تستنفر درك الشلالات |
الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية تتوج أفضل الرياضيين لسنة 2024 |
«البوطوار».. إحياء ذاكرة البيضاويين..مقاهي ومطاعم تستعيد فضاءها التاريخي | ||
| ||
في زاوية هادئة من الحي المحمدي، يلوح مبنى المجازر القديمة "البوطوار" شامخا أثرا من حقبة ذهبية شهدتها البيضاء، فالمكان الذي كان في عشرينات القرن الماضي يعج بالحركة والنشاط، بات اليوم ورشا لآمال معلقة بإعادة إحيائه عبر مشروع تأهيلي واعد يعيد إليه رونقه القديم. بين الماضي والحاضر بنيت المجازر في 1922، خلال فترة الحماية الفرنسية، لتكون واحدة من أبرز المنشآت التي تجمع بين الطراز المغربي التقليدي واللمسات الأوربية العصرية، إذ كانت المجازر حينها القلب النابض للحياة الاقتصادية في الحي المحمدي، حيث شهدت حركة دؤوبة للتجار والجزارين، بينما اصطف السكان لشراء اللحوم الطازجة أو تناول وجباتهم في المطاعم الصغيرة المحيطة بها. لكن هذا الزخم تبدد مع مرور الزمن، وتحولت المجازر إلى مكان مهمل، تعلو جدرانه التشققات، وتتآكل ألوانه الزاهية التي كانت يوما ما شاهدة على حيوية المكان، قبل الإعلان عن مشاريع جديدة لإعادة الحياة للفضاء. عند التجول اليوم في محيط المجازر، تتكشف صورة مختلطة بين الماضي والحاضر، فهناك تصدعات في الجدران، ونوافذ مهشمة، وبقايا أفران تقليدية تشير إلى زمن كانت فيه المطاعم الصغيرة تزدهر، تقدم وجبات شعبية للسكان الذين قصدوا المكان للاستمتاع بأجواء أصيلة. في الجوار، تقف المحلات التجارية التي عادت إليها الحياة، إذ بدأت بالفعل أعمال ترميم، حيث يسمع صوت أدوات البناء وتشاهد أكوام من الطلاء ومواد الإصلاح. "بدأنا العمل لأننا نريد أن نكون جزءا من المستقبل المشرق لهذا المكان"، يقول صاحب أحد المحلات القريبة. في الجانب الآخر، يستعد طهاة محليون لتحويل المكان إلى وجهة سياحية تستقطب الزوار، إذ من المتوقع أن تضم المجازر بعد تأهيلها مطاعم ومقاهي حديثة تحتفظ بروح المكان القديم. مشروع تأهيلي يعيد الأمل خصصت السلطات ميزانية ضخمة بلغت 170 مليون درهم لإعادة تأهيل المجازر ضمن إطار شراكة تشمل وزارة الداخلية، ووزارة الثقافة، ومجلس جهة الدار البيضاء سطات، وشركة التنمية المحلية. ووفقا للمخطط، فإن المشروع لا يقتصر على الترميم فقط، بل يهدف أيضا إلى تحويل المكان إلى وجهة سياحية وثقافية حديثة، علما أن "الدراسات انطلقت بالفعل لضمان الحفاظ على الطابع التاريخي للمكان، مع إدخال تحسينات عصرية تجذب الزوار وتنعش الاقتصاد المحلي". السكان بين الترقب والتفاؤل محمد، أحد سكان الحي، يعبر عن تطلعاته قائلا:"المجزرة ليست مجرد مكان، فهي جزء من ذاكرتنا. نأمل أن يتحول هذا المشروع إلى حقيقة تعيد الحياة وتوفر فرص عمل لشباب الحي"، أما زميله، فقال:"حين أعيد افتتاح محلي، أود أن أقدم شيئا يعبر عن أصالة هذا المكان، مثل الوجبات التقليدية التي كانت تعد هنا قبل عقود". ورغم التفاؤل، لا يخلو المشروع من التحديات، فصعوبة تحقيق التوازن بين الحفاظ على المعمار الأصلي وتحديثه ليواكب العصر تشكل عقبة رئيسية، فضلا عن الحاجة إلى إشراك السكان المحليين لضمان استدامة المشروع. مع بدء الأعمال التمهيدية، يبدو أن المجازر القديمة على أعتاب تحول جديد، فالمشروع يمثل أكثر من مجرد عملية ترميم، إنه محاولة لإحياء جزء من ذاكرة البيضاء وربط الحاضر بماض غني بالتاريخ والثقافة. وحين يكتمل المشروع، قد تصبح "البوطوار" مجددا قبلة للزوار، بمطاعمها ومحلاتها، محققة حلم"البيضاويين" بإعادة الحياة لواحد من رموز المدينة. | ||