الاثنين 13 ماي 2024
راصد إنتخابي
آخر الأخبار
مغاربة العالم - الجهة 13

«مازغان» المغربية: جدران تحكي أسرار القلعة البرتغالية

تابعونا على الفايسبوك

منطقة «المعاريف».. من حي شعبي إلى أرقى أحياء الدار البيضاء

كازا 24 الاثنين 9 أكتوبر 2023

يعتبر حي المعاريف أشهر أحياء مدينة الدار البيضاء، إذ يقصده جل الوافدين على العاصمة الإقتصادية للمملكة، سواء من أجل التجول في محلاته التجارية للملابس أو المجوهرات، أو حتى من أجل أخذ كوب من القهوة في أحد المقاهي الفاخرة المتواجدة بأهم شوارعه، أو تناول وجبة غداء أو عشاء في المطاعم العالمية الموجودة في المنطقة.

وتعود قصة حي «المعاريف» إلى سنة 1914 عندما قرر ثلاثة من التجار الإنجليز شراء مساحات شاسعة من الأراضي وتقسيمها فيما بينهم، هؤلاء الأجانب سجلوا ممتلكاتهم، على عكس سكان الحي الأصليين الذين أحاطوا أراضيهم بجدار دون أي وثيقة تدل على ملكية الأرض، و تشير كلمة «المعاريف» إلى أفراد قبيلة «مزاب» الذين كانوا أول من استقروا بهذه المنطقة واشتروا أراضي بها، حيث كان حي المعاريف في تلك الحقبة مخصص للأجانب من الطبقة الشعبية الذين كانوا يفرون من الأسعار الباهظة في وسط المدينة، ولهذا السبب تتميز المنازل والبيوت القديمة في هذه الحي بمظهرها المتواضع، حتى الفيلات التي كانت موجودة في ذلك الوقت، لكنها لم تكن بمستوى فخامة تلك الموجودة في المناطق الراقية الأخرى في الدار البيضاء.

و عرفت منطقة المعاريف ذروتها خلال عشرينيات القرن الماضي، وذلك بعد أن استقر العديد من الأجانب من جنسيات مختلفة في الحي، حيث اشترى الفرنسيون والاسبان والايطاليون العديد من العقارات في المنطقة و شكلوا مجتمعات مختلفة في إطار من الإحترام المتبادل وتقبل خصوصيات الآخر، لكن مباشرة بعد الإستقلال سيتكاثر قاطنوه بشكل لافت، لتتشكل بذلك فيما بعد المعالم النهائية للمعاريف سنة 1939، حيث أصبح يمتد على مساحة شاسعة، ويحظى بالتميز على مستوى مدينة الدار البيضاء، بشكله العمراني الأوروبي القديم وتعدد وظائفه الصناعية والخدماتية والحرفية والسكنية. فحي المعاريف حاليا يعتبر من الأحياء الوازنة بمدينة الدار البيضاء، هاته الخاصية التي يستمدها من عراقته، ومن موقعه الجغرافي، ليصبح واحدا من أرقى الأحياء المتواجدة في الدارالبيضاء، وأحد أهم أقطابها الإقتصادية والترفيهية، و واحداً من أكثر المناطق حيوية ونشاطا في العاصمة الإقتصادية، ويضم الآن نخبة المجتمع البيضاوي، كما أن الحي الذي فاقت شهرته البلاد بسبب البرجين العملاقين، يعد اليوم مقصدا لكبريات الشركات العالمية والعلامات التجارية الكبرى في مختلف المجالات.

وأصبح حي المعاريف وجهة جميع محبي التسوق، بسبب متاجر الماركات العالمية التي يضمها، فمن منا لم يتجول في شارع الزرقطوني والمسيرة الخضراء، لاكتشاف جميع متاجر الملابس الجاهزة والجمال، بالإضافة إلى ما تتوفر عليه من المقاهي والحلاقين والمصحات الخاصة، والمطاعم الراقية، وكذا العديد من فروع الوجبات السريعة الدولية، التي افتتحت أبوابها في المعاريف و استقطبت السكان من جميع مناطق الدار البيضاء.

وصار في السنوات الأخيرة، الحي يستقطب المزيد من الراغبين في اقتناء عقار للإستقرار في قلب الدار البيضاء، بالقرب من جميع الخدمات التي قد يحتاجونها للعيش في رقي و فخامة، إذ يضم اليوم المعاريف العديد من المباني الجديدة المشيدة وفقًا للمعايير الدولية، حيث يعتمد المستثمرون والمقاولون العقاريين ورقة التصاميم الحديثة والجذابة، من أجل استقطاب انتباه المشترين خصوصا أن الفئة المستهدفة لهذه المشاريع تعتبر من الطبقة الوسطى والثرية، حتى أن بعض المستثمرين يعتمدون على أشهر و كبار المهندسين المعماريين من أجل الرفع من قيمة العقار و استقطاب الزبناء الأثرياء.

كما جذب حي المعاريف، رجال الأعمال ما ساهم في ارتفاع الطلب على كراء المكاتب خصوصا إذا كان العقار بالقرب من برجي «توين سانتر»، أو في شارعي الزرقطوني و المسيرة، ليصبح مقرا لكبريات الشركات العالمية والمحلية، إذ تميل أكثرها إلى وضع مراكزها الرئيسية في حي المعاريف، وتقوم بكراء عقارات كبيرة من أجل تسيير معاملتها المكتبية من قلب العاصمة الإقتصادية.