في إطار التخطيط الاستراتيجي التواصلي، وسعيا نحو إعداد برنامج إقليمي للتنمية المندمجة، عقد حسن زيتوني، عامل إقليم النواصر الجديد، لقاء تواصليا بمقر الجماعة الحضرية بوسكورة استعرض خلاله أهم المرتكزات التي سطرها لنجاح التنمية في جميع مجالاتها.
وقدم طه بوشعيب، رئيس المجلس الجماعي لبوسكورة عن حزب الاتحاد الدستوري، خلال هذا اللقاء، مشروع برنامج المجلس الجماعي للتنمية المحلية لجماعة بوسكورة ( 2015/ 2021)، الذي يهدف إلى تأهيل الجماعة على كافة المستويات، وتحديد معالمها المستقبلية. حتى تتبوأ مكانة متميزة بين الجماعات، وهذا لا يمكن أن يتحقق يضيف الرئيس، إلا عبر إنجاز وتطوير البنيات التحتية والمرافق العمومية، وتحسين الخدمات الجماعية المقدمة للمواطنين والمواطنات، عبر تطوير الإدارة الجماعية وتأهيلها وسن سياسة القرب.
وأبرز رئيس الجماعة الحضرية لبوسكورة، أن هذا البرنامج يسعى لتطوير الاقتصاد بتشجيع الاستثمار و توفير فرص الشغل لشباب المنطقة وتمكينهم من تطوير مؤهلاتهم، والاستفادة من برامج التكوين والتأهيل ،وخلق وكالات القرب في مجال التشغيل .
إلى ذلك، قال طه بوشعيب، إن البرنامج يتوخى أيضا جعل جماعة بوسكورة متضامنة مع فئات الساكنة الموجودة في وضعية صعبة (التهميش، الفقر، المرض، أو الإعاقة…..) وإيلاء الاهتمام أكثر بالمرأة والأطفال والمسنين.

واقتناعا من المجلس يضيف نفس المتحدث، بدور المجتمع المدني كقوة اقتراحية مبادرة ومساهمة في التنمية المحلية، أكد رئيس المجلس عزمه على تطوير الشراكة والتعاون مع مكوناته على الصعيد البيئي الثقافي الاجتماعي والرياضي، ودعم واحتضان كل المبادرات والأنشطة التي تتبنى تحقيق المساواة والمناصفة في مجتمعنا، وترسيخ قيم المواطنة. مبرزا أن هذا البرنامج المسطر سيساهم في تطوير آليات التواصل والتشارك مع كل ساكنة الجماعة من مختلف الأجيال وفي كافة الأحياء. ناهيك على ان هذا الأخير، سيعمل في إطار تعاقدات، شراكات وتعاون مع كل المتدخلين، ومع مختلف القطاعات الوزارية من أجل على تحسين وتأهيل مختلف القطاعات لاسيما الصحة والتعليم والنقل .
وختم رئيس المجلس كلمته متمنيا أن يكون هذا المشروع ثمرة مقاربة تشاركية من كل المواقع (مؤسسات عمومية، خاصة، و مجتمع مدني، أشخاص معنويين).
من جانبه شدد حسن زيتوني، عامل إقليم النواصر، على ضرورة ضمان التوازن بين مختلف مناطق الإقليم، وأن هذا اللقاء فرصة للوقوف على مشاريع بالإقليم واستشراف مستقبله. مبديا تفاؤله بشأن تحقيق ريادة اقتصادية تدعمها الإمكانات المتوفرة بالاقليم منها جماعة بوسكورة.
ولفت عامل الإقليم، الانتباه إلى أهمية التركيز على الجانب الاجتماعي الذي لايزال رهينا بفروقات اجتماعية وجب تقليصها، مشددا على تبني معياري الفعالية والنَّجاعة في بلورة برنامج تنموي قائم على الوضوح والواقعية، ويستند على الفرص المتاحة بالاقليم مع استحضار المعيقات والإكراهات لتبني استراتيجية متكاملة لتجاوزها. داعيا كافة الفاعلين إلى الانخراط والمساهمة بشكل إيجابي في صياغة وإنجاز وتتبع وتقويم مشاريع التَّنمية الجهوية، والتّحلي بروح جديدة ومبدعة.
واستعرض حسن زيتوني، مقترح المخطط التَّنموي للإقليم والمشاريع الاستراتيجية المقترحة من طرف المجلس الجماعي لبوسكورة. وقد لاحظ غنى المخطط التَّنموي المحلي، وتضمنه لمشاريع رائدة ستجعل من الإقليم عامة ومنطقة بوسكورة على الخصوص قطبا اجتماعيا واقتصاديا وعمرانيا متميزا.
و اختتم عامل النواصر مداخلته باقتراح عقد اجتماعات أسبوعية تضم تقنيين من العمالة ومنتخبين وممثل عن الوكالة الحضرية ، لإعطاء جرد حول محاربة البنايات العشوائية التي تعتبر من اولويات السيد العامل بالاستعانة بالأقمار الاصطناعية التي ترصد أية مخالفة ، ناهيك عن دراسة سبل الرقي بمجال التعمير والبناء ورفع الرهانات والتحديات التي تعترض حاضر ومستقبل المجال الترابي بالإقليم من خلال مواكبة الجماعات وتجاوز المشاكل التي يعانيها القطاع خاصة ، مع اعادة النظر في طريقة منح رخص الاصلاح، معتبرا هذا الموضوع من أهم المرتكزات الخمس التي حدد زيتوني للإقلاع بالتنمية المحلية بإقليم النواصر.
واضاف أن هذا اللقاء هو بداية لسلسلة من الاجتماعات ستعقد لتدارس المشاريع التنموية والبنيوية المبرمجة لتأهيل الاقليم. وهي خارطة الطريق التي رسمها حسن زيتوني من خلال الزيارات الميدانية لكل الجماعات الترابية التابعة للإقليم، والمتمثلة في محاربة البنايات العشوائية، تليها النظافة نظرا لأهميتها في الحياة اليومية، ثم الإنارة العمومية والمرتبطة بالأمن، وتهيئة المساحات الخضراء بشكل لائق على إعتبار أن الاقليم نقطة جدب السياح والزوار المغاربة والاجانب، واخيرا الوقاية والصحة من خلال تنظيم حملات طبية تستهدف المناطق الهشة و الفقيرة.
وإذا كان عامل الإقليم، قد حدد اجتماعات أسبوعية لتتبع عملية محاربة البناء العشوائي بالاقليم، فإنه بالمقابل شدد على عقد اجتماعات شهرية تروم دراسة ملفات المشاريع العالقة أو في طريق النجاز حتى يتمكن من مسايرة التطور السريع الذي يعرفه الاقليم سواء على المستوى العمراني أو الاقتصادي أو الاجتماعي والرياضي وما الى ذلك من القطاعات الحيوية.
في السياق ذاته، نوه عامل الاقليم بالمجهودات التي تبذلها المجالس المنتخبة من اجل إخراج هذه المشاريع بالرغم من بعض التعقيدات المسطرية و الاجرائية المرتبطة بها، مؤكدا على أن مشاريع التأهيل الحضري و البيئي المبرمجة بالإقليم ستساهم بشكل كبير في تحديث النسيج الحضري للنواصر نظرا لأهميته الاسترتيجية بحكم اعتباره بوابة الدار البيضاء وتوفره على مطار محمد الخامس الدولي والعديد من المناطق الصناعية من الجيل الجديد فضلا عن غابة بوسكورة والساحل الشاطئي إلى جانب تحسين مستوى عيش الساكنة مع حرصه على العمل في إطار مقاربة تشاركية من اجل بلورة برامج للتنمية الحضرية بكل أبعادها و مقوماتها ، مختتما كلمته بالتفاؤل بالمستقبل الواعد لهذا الاقليم بالرغم من بعض الاكراهات المتمثلة أساسا في ضعف الموارد البشرية التي تعاني منها غالبية الجماعات الترابية .
وألح عامل الإقليم على ضرورة تغيير منهجية العمل من التدبير اليومي إلى الاستراتيجي، بإعداد مخططك للتنمية لمدة 3 سنوات يروم وضع تصور شمولي مندمج يهدف إلى تحسين وتحديث المشهد الحضري للإقليم بتقوية بنياتها التحتية من خلال تهيئة المحاور الطرقية الأساسية وإنجاز المرافق العمومية المهيكلة كالنقل الحضري والنقل المدرسي ومحطة القطار وتهيئة وإنجاز الحدائق العمومية والتجهيزات الرياضية.
واقترح زيتوني وضع مخطط لمدة 6 سنوات ينكب على كل الملفات المطروحة الكبرى والتي يجب أن تحضر بشكل تقني وأن تعالج وفق الأولويات رغم الطموحات الكبيرة، مع تحديد الأهداف، و تقييم كل الاتفاقيات وفق النتائج والأداء اليومي ومعالجة الثغرات والمتابعة والمراقبة لمختلف المشاريع، لذا، تابع السيد العامل أضحى لزاما تفويت هذه العمليات لمكتب الدراسات يكون مؤهلا لإعطاء قيمة مضافة لتلك المشاريع وفق المنظور الجديد للقوانين التنظيمية الجديدة للشأن المحلي من خلال تكريس الحكامة الجيدة وبعيدا من المصالح الانتخابوية الضيقة.
ويشار، أن هذا اللقاء، حضره إلى جانب عامل عمالة إقليم النواصر وفد مهم يتكون من الكاتب العام للعمالة ورئيس الشؤون العامة للعمالة ورؤساء جميع المصالح التقنية منها والادارية التابعة لها فضلا عن رجال السلطة المحلية كما قام عامل النواصر بزيارة تفقدية لمرافق ومكاتب الجماعة.