الأربعاء 20 نونبر 2024
راصد إنتخابي
آخر الأخبار
مغاربة العالم - الجهة 13
تابعونا على الفايسبوك

هدم سور المقبرة اليهودية يخيف «درب الطاليان»

كازا 24 السبت 7 مارس 2020

عن/ هسبريس

سَرَّعت سلطات عمالة مقاطعات الدار البيضاء أنفا، خلال الأسبوع الأخير، من وتيرة هدم البيوت التي غادرها سكانها المرحلون، بغية فسح المجال أمام إطلاق مشروع المحج الملكي المتعثر.

وتسببت عمليات الهدم التي تقوم بها السلطات سالفة الذكر في نشر حالة من الذعر والهلع داخل أوساط سكان "درب الطاليان" الشهير بالمدينة القديمة، بسبب استعمال آليات هدم عملاقة؛ وهو ما اعتبره السكان أنفسهم تهديدا مباشرا لقاطني البيوت التي لم تشملها بعد عملية الترحيل، نظرا لتوفرهم على شواهد ملكية أو مطالب تحفيظ لعقاراتهم بالمنطقة

وقال مجموعة من السكان المقيمين في حي درب "الطاليان" إن "عمليات الهدم تتم بشكل عشوائي، ولا يراعي فيها المسؤولون المحليون للمقاطعة التي يتبع لها درب الطاليان سلامة السكان الذين يواصلون العيش في البيوت المجاورة للمنازل المستهدفة بعمليات الهدم".

وأضاف السكان، في تصريحات لهسبريس: «حتى المقبرة اليهودية التاريخية، التي يحج لها كبار الشخصيات العالمية لزيارة أضرحة مواطنين مغاربة يهود، لم تسلم من آثار عملية الهدم العشوائي».

وأوضح السكان: «لقد عمد المسؤولون والعمال الذين يتولون عملية الهدم إلى العبث بقبورها والمشي فوقها، قبل أن تسقط فوق العديد من قبورها أكوام من الأتربة والحجارة، دون أدنى احترام لحرمة المقبرة التي كانت آخر الشخصيات التي قامت بزيارتها هو جاريد كوشنر صهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب».

وكانت السلطات المحلية لعمالة مقاطعات الدار البيضاء أنفا انخرطت في عملية واسعة لهدم المنازل الشاغرة بكل من درب الطاليان ودرب ولد حمان، بعد انتهاء عمليات إفراغ الأسر، التي كانت تكتري غرفا أو شققا صغيرة بالمدينة القديمة، التي تم ترحيلها نحو المناطق المحيطة بالدار البيضاء في منطقة عمالة النواصر.

ودخلت السلطات المحلية في مفاوضات مع المالكين لمجموعة من العقارات بالمناطق المحيطة بالمقبرة اليهودية، في انتظار إيجاد تسوية مالية قبل الشروع في تطبيق مساطر نزع الملكية.

وكشفت مجموعة من السكان المالكين للعقارات بالمدينة القديمة للدار البيضاء عن وجود مقترحات مقدمة من لدن السلطات المحلية بتسليمهم الشقق السكنية بالأسعار نفسها التي حصل عليه المكترون الذين غادروا البيوت الآيلة للانهيار، في حين أخبروا ممثلي السلطات بأنهم يرغبون في تطبيق القانون المتعلق بمساطر نزع الملكية وتعويضهم بنفس السعر المعمول به في السوق؛ وهو ما لم تعترض عليه السلطات تاركة المجال للتفاوض الحبي.

وكانت سلطات مدينة الدار البيضاء قد قررت تخفيض مبلغ ترحيل سكان المحج الملكي إلى 10 ملايين سنتيم عوض 20 مليونا، إلى جانب الاستفادة من مساعدات مالية لكراء الشقق السكنية، في خطوة تهدف إلى تسريع وتيرة انتقال قاطني الدور المتداعية والمهددة بالانهيار وإنقاذ أرواح سكان المدينة القديمة.