في عز كورونا ..«فين غادين بينا»؟ | ||
| ||
من يصدق أننا أمام أناس في عز وباء كورونا، يفتحون أدرعهم لاستقباله بالاحضان، كما يستقبل المهاجر بين اهله وعشيرته، يسمحون للفيروس بان يندس بينهم معززا مكرما، يقضي الناس الساعات في الشوارع بنسبة تكبر عن نسبة تواجدهم في بيوتهم. مدخنون يبحثون عن سجائر في عز الليل، لامبالاة غريبة، اناس همهم التبضع طيلة اليوم بشكل ملفت للنظر، مستعدين للهجوم على كل من يحول دون ممارسة هواياتهم المفضلة بالفاض نابية وجمل قاسية وسخيفة. اناس يحرصون على الاستمتاع بجلسات ليلية، بجوار منازلهم على شاكلة "نزاهة" مراكش، يتحدثون وينكثون ويسهرون غير ابهين بالفيروس ،يلعبون لعبة القط والفار مع رجال الامن وكانهم في مامن عن شره، وعندما تستمع لهم تحس بشيء من التناقض بين ما يقومون به وما يؤمنون به. أصبح الححر الصحي في احيائنا الشعبية مرتبطا بحضور رجال الامن ،اذ يضطر الكثير من الناس الى انتظار رجال الامن للانصراف الى المنازل ،والخروج من جديد بعد مغادرتهم للحي، يذكرنا هذا السلوك بالفوضى العارمة التي يحدثها مستعملوا الطريق ،من خلال عدم احترامهم للاشارات الضوئية في غياب شرطي المرور. مع الاسف الشديد اصبحنا نستانس ونتعايش مع خرقنا للقوانين، والخرق هو النهج الصائب لدى الكثيرين. من يصدق اننا في عز وباء كورونا، تتكرم احدى السيدات التي تمتلك حماما منزليا، على جاراتها البالغ عددهم 12 سيدة ،بالاستحمام في حمامها لينتقل الفيروس فيما بينهم بسهولة ،هاذي هي "التحمحيمة والافلا" من يصدق ان أناسا في عز وباء كورونا ،اظهروا عن حسن ألجوار بتخصيصهم لا ستقبال شعبي بالزغاريد والهتافات لمتعافي ،حولوه الى بطل، وصدق هذا الاخير المنتشي بتعافيه الامر،وشرع في التلويح بيديه للجيران المتجمهرين حوله وكانه حققا انتصارا عظيما في احدى المسافات الطويلة، التي شرف بها بلاده بل اكثر من ذلك، انسته النشوة انه في زمن كورونا ؛وتبادل العناق والقبلات الحارة مع مستقبليه ،ليجد الفيروس مرتعا خصبا لاقتناص ضحاياه الذين اكرموا وفادته ومنحوه طبقا من ذهب. ماسي نعيشها في زمن كورونا، تؤرخ للسخافة والجهل اللذبن تغلغلا في مخيلة الكثير منا وأصبح سلوكا يلازمنا، أينما حللنا وارتحلنا. لاحول ولا قوة الا بالله
مصطفى جناح الدار البيضاء السبت 16 ماي 2020 | ||