الثلاثاء 26 نونبر 2024
راصد إنتخابي
آخر الأخبار
مغاربة العالم - الجهة 13
تابعونا على الفايسبوك

انطلاق فعاليات الدورة السابعة لمهرجان ابن امسيك للمسرح الإحترافي

كازا 24 الأربعاء 1 يونيو 2016

تنطلق يومه الأربعاء 01 يونيو  فعاليات الدورة السابعة لمهرجان ابن امسيك للمسرح الإحترافي.

 ويعد واقع المسرح المغربي والظروف المحيطة به، والمستجدات المتواترة التي تحكم مجالات فن الخشبة، تلزم جميع الفاعلين والمهتمين بالقطاع، والإطارات التمثيلية للمسرحيين وجمعيات المجتمع المدني بالانخراط الفعلي والفاعل لضخ دماء جديدة في شرايين هذا القطاع وإنعاش دورته الدموية. وانطلاقا من  حس وجوبية هذا الانخراط، جاءت فكرة تنظيم هذه التظاهرة المسرحية الوطنية، فالتزمت جمعية فضاء القرية للإبداع بجعله تقليدا يتجدد كل عام.

فكرة تنظيم "مهرجان ابن امسيك للمسرح الاحترافي"، لم تهُب بها رياح نزوة عابرة أو مطامح ظرفية  ضيقة، كما أنها  لم تأت هكذا بفعل الصدفة، إنما فرضتها ذاكرة الامتدادات التاريخية لمنطقة ابن امسيك، التي تؤرخ بكل اعتزاز لارتباطها بجميع أشكال الفُرجة التعبيرية وفي مقدمتها "فن الحلقة ».

وقد أثبتت مجموعة من البُحوث الجامعية أن أكثر من ثلتي رواد "فن الحلقة " بالمغرب، سجلوا انتماءهم لمنطقة ابن امسيك.

مما يؤكد أن الرصيد التاريخي لهذه الرقعة الترابية حافل بالرواد ممن أسسوا اللبنات الأولى للملامح المسرحية بالمملكة المغربية. 

فكرة التأسيس يُزكي شرعيتها اليوم فعل الاستمرار، الذي يؤكد  أن دوافعها لم تكن مبنية على باطل، إنما انطلقت من عمق الحس الوطني والجماعي بضرورة خلق روافد مُتعددة للانفتاح والتفاعل مع تجارب مسرحية مُحترفة على المستوى الترابي، لتحقيق تلاقح ميداني واحتكاك فعلي من شأنه تقوية الفعل المسرحي بمدينة الدار البيضاء. 

ذاكرة المدينة البيضاء على اختلاف تجاربها وتلاوينها المسرحية، تحفظ وعن ظهر قلب أن بين ظهراني منطقة بن امسيك كان هناك حراك قوي وفعلي امتزجت فيه جميع الأشكال التعبيرية المرتبطة بالفرجة المسرحية. وتسجل أيضا في أجندتها الفنية أن فرقا مسرحية من ذات المنطقة مثلت المملكة المغربية فترات السبعينات والثمانينات ومطلع الألفية الثالثة وإلى الآن، في العديد من المهرجانات الوطنية والعربية والدولية، بل وحصدت جوائز مهمة خلال تلك المشاركات. 

انطلاقا من هذا الرصيد المسرحي الذي بصم تاريخ المنطقة، والخاصية التي طبعت جذورها، جاءت فكرة التأسيس، وها نحن اليوم من خلال توالي الدورات نؤكدها تقليدا مسرحيا سنويا، يستحضر مراحل تلك الامتدادات، ويستوعب تجارب مسرحية محترفة على المستوى الوطني، ويؤكد من جهة أخرى على ضرورة مواصلة السعي التشاركي المُواطن لتحقيق فعل الاستمرار، بما يجعل فضاءات "المهرجان" محطة تحتك بين تجاويفها تجارب مسرحية مختلفة، داخل أجواء تنافُسية مُحترفة يؤطرها الإبداع.

كما يستلهم "مهرجان ابن امسيك للمسرح الاحترافي" مشروعيته من عُمق فكرة التأسيس، بهدف خلق روافد مُتعددة من شأنها تجديد الأنفاس المسرحية وتحفيز الجمهور على ارتياد المسارح، وأيضا إلى تأثيث المشهد المسرحي بإضافات نوعية مُتميزة و مُحترفة تليق بمستوى الرصيد التاريخي لهذه المدينة المناضلة.