تعيش الأحياء السكنية بحي "المستقبل" بسيدي معروف بعمالة مقاطعات عين الشق، وضعا مُزريا جراء تحويل أزقتها إلى سوق مُتحرك يعج بالمتجولين من باعة الخضر والفواكه والأسماك، وفضاءات للضجيج تتنافس فيها جناجر الباعة لـ "التبراح" في الساعات الأولى من الصباح، ومرتعا للأزبال والقاذورات ومجالا تتزايد فيه أرقام المشردين والمنحرفين ومُروجي الممنوعات..  

مُعاناة يومية تعيشها ساكنة هذه الأحياء، بكل فئاتها، أمام تراخي السلطات المحلية بالملحقة الإدراية "المستقبل" في القيام بواجبها المهني لحماية المواطنين من اكتساح الباعة المتجولين للأزقة السكنية، وترسيم عرباتها مكان سيارات القاطنين بالحي، وتحويلها الشوارع إلى سوق يومي يعمه الضجيج والفوضى وتشل فيه حركة المرور.

 واقع يومي مرير تعيش على وقعه ساكنة حي "المستقبل" دفعها إلى التوجه بشكاياتها وتظلماتها إلى مصالح : ( قائد الملحقة الإدراية "المستقبل" ورئيس المنطقة الحضرية) تطالبهما بالقيام بواجبهما كممثلي سلطة عمومية موكول لها حماية أمن المواطنين وإستقرارهم، ومهمة تنظيم شروط السير والجولان والحفاظ على المساكن والممتلكات، وأيضا ضمان شروط الصحة العامة للساكنة..

للأسف، لم يتخد المسؤولون على اختلاف مواقعهم على سلم "السلطة" بعمالة مقاطعات عين الشق، أي قرار من شأنه حماية الساكنة من تناسل عربات الباعة المتجولين بهذه الأزقة، اللهم بعض التدخلات المحتشمة للقائد ونفر من القوات المساعدة لدر الرماد في العيون ليس إلا.. كما سجلت الساكنة غياب تدخل ممثلي المؤسسة المنتخبة بجميع مكوناتها، لطرح مشاكل السكان ومعاناتهم والدفاع عنها أمام المصالح الحكومية المعنية.

أمام صمت السلطات وتفاقم الوضع، رفع السكان الأكثر تضررا، عريضة موقعة باسمائهم إلى السيد "عامل صاحب الجلالة على عمالة مقاطعات عين الشق" يلتمسون منه التدخل العاجل لرفع الضرر عنهم، ملفثين نظره إلى أن بينهم : (شيوخ - عجزة – رُضَّع - تلاميذ -  مرضى ..و..و..) قد مسهم الضرر جراء الضجيج والصراخ، وحالة الفوضى العارمة التي يتسبب فيها هدا التجمع العشوائي للباعة المتجولين تحت مقرات سكناهم..