عوض أن تسارع مقاطعة الفداء على مستوى عمالة مقاطعات الفداء مرس السلطان بالدارالبيضاء، لتشغيل المركب الثقافي لحي الأمل، تزامنا ومناسبة شهر رمضان الأبرك، والعمل على إخراجه من وضعية الجمود التي عاشها لسنوات عديدة، وهو الذي كان من المنتظر أن ينتعش ثقافيا وفنيا خلال مرحلة تسيير المجلس السابق، الذي ضمّ من بين مكوناته ممثلين للطيف السياسي المسيّر اليوم للمقاطعة، بادر المسؤولون إلى وضعه رهن إشارة مصالح إدارية للمقاطعة، وعملوا على نقل موظفين إليه للقيام ببعض المهام الإدارية، تحت مبرّر الأشغال، المتجاوز، سيّما وأن خطوة ترحيل الموظفين طالت بناية أخرى على مستوى شارع أبي شعيب الدكالي، تم تشييدها منذ سنوات، على أساس أن تكون ملحقة إدارية، مجاورة لمقر ثكنة الوقاية المدنية بالعمالة، إلا أنها هي الأخرى لم تر النور بعد، ليظل المركب الذي انبعث من رماده وتجاوز مرحلة الأطلال على المستوى العمراني، جامدا بالنسبة للشق الثقافي والفني، الذي يبدو انه غير وارد ضمن أولويات أجندة المسؤولين والمنتخبين بالعمالة على حدّ سواء! وجدير بالذكر أن المركب الذي تم توظيفه في الآونة الأخيرة توظيفا سياسيا، باعتماد لقاءات مع جمعيات منتقاة، في إطار حملة انتخابية سابقة لأوانها، تحت مبرر التشاركية، والحال أنه مورست خلالها الوصاية على المتحدثين، وهو الموضوع الذي سنعود إليه لاحقا، هذا المركّب يعود تاريخه إلى سنة 1996، حين قام مجلس الإدريسية آنذاك، بطلب قرض من صندوق التجهيز الجماعي بلغت قيمته 32 مليون درهم، لكن الاجراءات المسطرية عرفت اختلالات كثيرة مما جعل الأشغال كل مرة تتوقف، دفعت إلى إيفاد لجنة مركزية وقفت على جملة من الملاحظات، وظل الملف يعرف تعثرات حرم المنطقة من بنية ثقافية، سيّما وأن دور الشباب التي كان من الممكن أن تشكّل بديلا، تعاني هي الأخرى من ضعف في الحكامة على مستوى التسيير؟ |