يظطر مهنيو سوق الجملة للسمك بالبيضاء إلى التخلي يوميا عن أطنان من السمك الموجه إلى الاستهلاك، ترمى في حاويات القمامة، بعد وصولها إلى درجات من التعفن، بسبب النقص الحاد في إنتاج الثلج بوحدة التصنيع، بينما يتكفل باعة عشوائيون بجمعها وإعادة بيعها أمام السوق. وقال مهنيون إن الوضع تفاقم خلال رمضان، إذ يعرف السوق حيوية في عمليات البيع والشراء وإقبالا مضاعفا من قبل المواطنين، تقابل ذلك أعطاب مزمنة في سلسلة إنتاج الثلج، ما يهدد أطنانا من السمك بالتلف والتعفن.
وأكد عادل نعيم، رئيس الجمعية البيضاوية لتجار السمك بالجملة،في تصريح صحفي أن يترقبون ما ستجود به وحدة التصنيع التي تشتغل بأقل طاقة ممكنة، ولم تعد تنتج إلا كميات قليلة تتراوح بين 40 طنا و50 في وقت تصل حاجيات سوق الجملة من هذه المادة الحيوية إلى 250 طنا يوميا. وقال نعيم إن وحدة تصنيع الثلج تعيش وضعا قانونيا شاذا، مؤكدا أن الشركة التي كانت تستفيد من عقد كراء منذ سنوات مازالت تشتغل بالوحدة، رغم انتهاء العقد الذي كان يربطها بإدارة السوق، كما لجأت الأخيرة إلى التعاقد مع شركة أخرى للقيام بالمهمة نفسها، واصفا ذلك بالفوضى العارمة.
وأكد أن هذه الوضعية أثرت على جودة المنتوج وثمنه، إذ انتقل من 30 درهما مقابل كيس من سعة 80 كيلوغراما، إلى 50 درهما لكيس لا يتجاوز 45 كيلوغراما، وأحيانا 60 كيلوغراما، علما أن الثمن القانوني المصادق عليه من الوزارة هو 0.50 درهم للكيلوغرام.
وأمام النقص الحاد في الثلج، يضطر مهنيون، بعد طول انتظار، لاستيراد كميات من هذه المادة الحيوية، على حسابهم الخاص، من الجديدة ومراكش وآسفي وبعض المدن المجاورة.
وأكد نعيم أن جزءا من السمك المتعفن المتخلى عنه والموضوع بحاويات القمامة يعاد تجميعه من قبل شباب قادمين من الهراويين ومولاي رشيد وسيدي عثمان ويقومون بغسله وعرضه للبيع في سوق عشوائي أمام سوق الجملة. |