مؤتمر بالدار البيضاء حول التنويم المغناطيسي الإكلنيكي |
عودة دياز وماسينا وعطية الله وغياب زياش .. الركراكي يستدعي «أسود الأطلس» |
أرينا: برنامج استثماري مُهَيْكِل بقيمة 5 مليار درهم للفترة 2025-2030 |
انتخاب المغرب بالأغلبية لتولي منصب نائب رئيس منظمة الأنتربول عن القارة الإفريقية |
مشاريع تنموية كبرى تعزز البنية التحتية والقطاع الرياضي بإقليم برشيد |
المكانسة .. منطقة سكنية «خارج الزمن» تكابد التهميش وسماسرة الانتخابات | ||
| ||
محمد لديب/ عن: هسبريس يشعر الشباب المثقفون من الذين استطاعوا إنهاء دراساتهم الجامعية رغم ظروف العيش القاسية في دوار المكانسة بعين الشق في مدينة الدار البيضاء الذي يقطنون به، بغصة حقيقية نتيجة استمرار معاناة أسرهم بسبب التهميش الذي يجابهون به منذ سنوات من طرف المسؤولين المحليين والمنتخبين على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي. مظاهر التهميش تبدو للعيان بمجرد الولوج إلى الأزقة الضيقة لهذا الحي العشوائي، الذي يفتقر إلى أدنى شروط الحياة الكريمة لساكنته التي ظلت لسنوات تطالب بإعادة هيكلته وإنجاز قنوات الصرف الصحي وإصلاح الطرق غير الصالحة للاستعمال، إلى جانب توفير الربط بشبكة الماء الصالح للشرب. تهميش وخزان انتخابي في غياب المرافق الاجتماعية الأساسية ومراكز إقامة الأنشطة الثقافية والترفيهية، لا يجد شباب المنطقة ملاذا للترويح عن النفس سوى التجمع في الأزقة والارتماء في أحضان المخدرات، حسب ما أكده الناشط الجمعوي حسن السلاهمي. وقال السلاهمي، في تصريح لهسبريس، إن «منطقة المكانسة تشكل واحدة من المناطق العشوائية بكل ما تحمله الكلمة من معنى؛ فهي تعاني من غياب أدنى شروط العيش الكريم وتنعدم فيها البنية التحتية والمرافق العمومية والثقافية التي قد تساعد في وقاية الشباب من الوقوع في براثن الإدمان والبطالة». السلاهمي أبرز أن «الشباب أصبحوا واعين بكون التهميش الذي تعاني منه المكانسة، يشكل وسيلة يستغلها سماسرة الانتخابات على رأس كل استحقاق انتخابي، لكون هذه المنطقة العشوائية تشكل خزانا انتخابيا للمنتخبين الكبار الذين يسيطرون عليها بطرق ملتوية تقوم على استغلال الفاقة والفقر الذي يستشري وسط غالبية الأسر المقيمة بها». محمد الذهبي، ناشط جمعوي وحقوقي، اعتبر بدوره أن استمرار اتساع دائرة الأحياء العشوائية، وخاصة منطقة المكانسة، «ساهم فيه بشكل واضح منتخبون أمام الصمت المطبق للسلطات المحلية التي تغض الطرف على الرغم من أن الأمر يتعلق بجريمة حقيقية في حق الساكنة». منطقة صناعية عشوائية الذهبي أوضح، في تصريح لهسبريس، أن «المكانسة تحتضن واحدة من أكبر المناطق الصناعية العشوائية غير القانونية، التي توسعت على مرأى ومسمع من المسؤولين المحليين دون أن يحركوا ساكنا لوقف هذه المهزلة ومن يقف وراءها». عزيز شاهدي، ناشط سياسي بمنطقة عين الشق، قال إن «المكانسة تعتبر من أكثر المناطق التي تعاني من اتساع دائرة البناء العشوائي الذي تقف وراء تشجيعه جهات (انتخابية) نافذة أمام أعين السلطات الترابية المحلية». وأضاف شاهدي، في تصريح لهسبريس، أن «تنامي ظاهرة البناء العشوائي يتم في المكانسة بدعم من بعض السياسيين أمام أنظار السلطات المحلية، بدون حسيب ولا رقيب، علما أن هذه المنطقة المهمشة تعاني من انتشار الجريمة وتجارة المخدرات والأقراص المهلوسة، ومن انعدام الإنارة العمومية وقنوات الصرف الصحي لعدم وجود شبكة للتطهير السائل في غياب البناء القانوني». وتابع المتحدث بأن «منطقة المكانسة للأسف محرومة من عدد كبير من الخدمات. في المقابل، هناك تنامي ظاهرة العربات المجرورة التي تعتبر وسيلة النقل الوحيدة لساكنة المنطقة في غياب وسائل النقل العمومي وصعوبة ولوج سيارات الأجرة إلى المنطقة بسبب غياب الأمن والحالة المزرية للمسالك الطرقية وعدم وجود طرق معبدة، دون الحديث عن غياب الفضاءات الترفيهية والثقافية رغم وجود شباب يتوفرون على طاقات ومواهب كبيرة لكنهم يعيشون مأساة حقيقية». مضاربات وقال عزيز شاهدي: «هناك نشاط كبير لأشخاص يضاربون في البقع بالمكانسة بواسطة تنازلات غير قانونية لبناء منازل بشكل عشوائي، وهو ما حول هذه المنطقة إلى بؤرة للمضاربات الانتخابية وساكنتها إلى كتلة ناخبة يستغل تجار الانتخابات ضعفها وفقرها لتحقيق مآربهم فقط لا غير». وأضاف أن «ساكنة المكانسة تقطن خارج الزمن، ويتم استغلالها بشكل بشع من طرف ضعاف النفوس، وهو ما يستدعي تدخل السلطات لفتح تحقيق حول الخروقات والجرائم العمرانية والضرب بيد من حديد على المسؤولين عنها». | ||