الدار البيضاء مدينة الاسمنت والتلوث ! | ||
| ||
عبد العلي جدوبي مدينة الدار البيضاء أو (كازا نيكرا ) -كما سماها المخرج السينمائي نور الدين الخماري في فيلمه - مدينة حولها اولئك الذين تعاقبوا على تسيير شؤونها خلال العشرين سنة الماضية الى غابة من الاسمنت المسلح ،معتبرين ان بناء العمارات الشاهقة تدخل ضمن نطاق الحداثة ،وأن مشاريع صناديق الاسمنت الاقتصادية هي من أولويات التضامن والتكافل الاجتماعي !! (كازا) مع كامل الاسف الشديد تحولت الى مدينة عدم الاكترات بالآخر ،وتحولت الى مزيج بين الحداثة والتخلف المتعايشان جنبا الى جنب ،كما تتعايش السيارات الفارهة في أحياء المعاريف مثلا او في درب السلطان أو في وسط المدينة وغيرها من الاحياء ،مع العربات المجرورة بواسطة الدواب !! حرب غير معلنة مع طلوع الفجر في (كازا) تنطلق حرب ضروس بين سائقي السيارات في الطرقات ،كل واحد منهم يحاصر الآخر ويريد ان تكون الاسبقيه له لا لغيره ،غير مبال بقانون السير ،ولا بعلامات التشوير ؛ سائقون يعتبرون الطريق لهم !! كل الشوارع تزدحم مند الصباح بين المارة والسيارات وسيارات الاجرة الصغيرة والدراجات النارية ومتيلاثها ذات العجلات الثلاثية ..الكل في سباق ضد الساعة .. سيارات الاجرة الكبيرة ذات اللون الابيض الباهث التاريخية تنفث الابخرة ،وتعلو أصوات محركاتها المتهالكة ،معلنة عن أزيد من خمسين سنة من الخدمة والجولان في أحياء المدينة .. الباعة الجائلون وكراسي المقاهي تزحف في كل مكان وفي كل الاتجاهات ،بها زبناء ،وجوه أضناها تعب الحياة ؛والمارة تائهون بين الجنبات وما تبقى من الشارع الذي يخنق الانفاس ! الدار البيضاء خامس مدينة عالمية ! أكثرمن 600 ألف سيارة تجوب يوميا شوارع المدينة ؛المدينة الاكثر تلوثا للهواء بنسبة29 في المائة بحسب دراسة انجزتها مؤخرا منظمة السلام للبيئة ،وتعتبر أيضا خامس مدينة عالمية من حيث التلوث ،وهي المدينة الوحيدة الحاضرة في التصنيف الذي ضم 211 مدينة من مختلف بقاع العالم ،بحسب الموقع الامريكي (نامبيو) . (كازا) مدينة تحولت إلى قرش كبير يعبث بكل الاسماك الصخيرة والكبيرة التي تجابه مساره ،والصراع يظل قائما تحت شعار :البقاء للأقوى. في (كازا) أعدمت العديد من الحدائق والساحات الخضراء .. أشغال الطرقات تسير ببطء السلحفاة ، وتظل الحفر والاثربة والغبار سيد الموقف . فبين الحداثة والتخلف ،حواضر من الاسمنت المسلح في (كازا). | ||