السبت 2 نونبر 2024
راصد إنتخابي
آخر الأخبار
مغاربة العالم - الجهة 13
تابعونا على الفايسبوك

الدار البيضاء.. مدينة «القراصنة»

مصطفى الفن الاثنين 4 أبريل 2022

مصطفى الفن/عن موقع آذار 

الدار البيضاء هي ليست أكبر مدينة في المغرب فقط..

إنها تكاد تكون الرئة التي ترتبط بها حياة المغرب والمغاربة أيضا..

والدار البيضاء هي أكبر من أن نترك سفينتها لمجموعة من “القراصنة” التي يتحكمون في كل شيء يتحرك فوق الأرض وتحت الأرض..

بل يتحكمون حتى في جدول أعمال مكتب مجلس المدينة الذي تم تأثيثه بنساء بسيطات وبلا تجربة وليس لهن لا في العير ولا في النفير..

الدار البيضاء في حاجة اليوم إلى والي حقيقي وإلى عمدة حقيقي وإلى عمال حقيقيين يقدرون الثقة الملكية حق قدرها..

لأن الثقة الملكية جد وما هي بالهزل.

أما الوالي أو العامل غير القادر حتى على تفعيل مضمون دورية لوزير الداخلية حول تنازع المصالح فهذا لا يستحق هذا المنصب ولا الثقة الملكية وينبغي أن يرحل اليوم قبل غد..

والدار البيضاء طبعا في حاجة أيضا إلى طي صفحة مجموعة من المنتخبين الذين دخلوا السياسة بعقلية «لهموز» الاغتناء السريع.

ثم إن هذه العينة من المنتخبين «لا يصلحون» لهذه المدينة و«لا تصلح» لهم..

وأقصد هنا أصحاب الملفات وأصحاب تنازع المصالح الذين يعرفون جيدا كيف راكموا ثروات لا تغرب عنها الشمس من ممتلكات الدولة وفي ظروف غامضة.

لست أدري مثلا ماذا يفعل «معلم» بثروة تقارب 300 مليار سنتيم داخل مجالس الدار البيضاء دون أن تستفيد منه خزينة الدولة ولا الجماعة أي سنتيم واحد.؟

ورقم 300 مليار هنا ليست فيه أي مبالغة لأن هذا الرقم من تقدير خبير في عالم المال والأعمال والعقار تحدثت إليه في هذا الموضوع ذات سياق.

وحتى العمدة الحالية لهذه المدينة العملاقة، دعونا نقول إن أداء السيدة غير مقنع لأنها تدير شؤون العاصمة الاقتصادية لكن بدون رهانات وبدون رؤية وبدون تصور.

وقد أذهب أبعد من ذلك لأقول إن عمدتنا الموقرة تدبر هذه المدينة بلا حتى ثقة في النفس مادامت تعتبر زوجها ذا خبرة وهو الأولى بالجلوس في مقعد العمودية.

وربما لهذا السبب، تحول مكتب العمدة إلى مقر ثان يستقبل فيه الزوج كرئيس لجمعية المنعشين العقارين ضيوفه وزبناءه حسب ما قيل لي.

ومع ذلك، فأنا لا أعاتب على العمدة الحالية للدار البيضاء أنها تحملت مسؤولية أكبر منها.

ما أعاتب على العمدة الحالية لهذه المدينة التي تسير سير السلحفاة هو ربما تواضع منسوب «النزاهة الفكرية» لديها.

وأذكر هنا بما قالت السيدة العمدة عقب إعفائها من مهامها كوزيرة للصحة.

لقد قالت إنها لم تستطع أن تجمع بين هاتين المهمتين الصعبتين ففضلت أن تلتمس إعفاءها من الوزارة لتتفرغ إلى عمودية الدار البيضاء.

الوزيرة السابقة للصحة لمدة أسبوع واحد لم تكتف بهذا بل أضافت أيضا أنها كانت تستيقظ في السادسة صباحا ولا تغادر مكتبها بالوزارة إلا في حدود العاشرة ليلا نظرا لكثرة الملفات المتراكمة فوق مكتبها.

لكن عندما بحثت في هذه الملفات التي كانت متراكمة فوق مكتبها طيلة ذلك الأسبوع الذي قضته بالوزارة وجدت أن السيدة كانت مشغولة بملف واحد لا ثاني له وهو إعادة تأثيث مكتبها على ذوقها الخاص.

أتدرون ماذا كان تعليق الوزير خالد أيت الطالب على هذه السرعة القياسبة التي أعادت بها العمدة تأثيث مكتبها الوزاري الذي ليس في حاجة أصلا إلى إعادة تأثيث؟.

قد أعود إلى هذا الموضوع في تدوينة قادمة بإذن الله.