اختارت مئات العائلات العيش بدار بوعزة، اعتقادا منها أنها هربت من جحيم الاكتظاظ وضجيج الطرق، إلا أنها وجدت نفسها تعاني كابوسا يوميا، فالتنقل من وسط المدينة وإليه، أصبح أمرا مزعجا، والطريق الشاطئية لا تطاق، سيما في أوقات الذروة في فصل الصيف.
وتتحول شواطئ طماريس إلى وجهة مفضلة للعديد من سكان المدينة المليونية وهي مناسبة أخرى، لتجدد مشاكل النقل واكتظاظ الطرق بدار بوعزة، مما يعكر صفو الحياة ويحول الحلم الذي راود من استثمر في سكن هادئ، بمنطقة في الضواحي، إلى شرك نصبه بيده، حتى أن رجال الأمن والدرك، يحارون أمام الوضع الكارثي، ولا يجدون أمامهم من وسيلة إلا تدبير الفوضى إلى حين انتهاء وقت الذروة.
ولم تعد طريق أزمور تستوعب الحاجين إلى دار بوعزة عبر المركبات المختلفة، ففي الصباح والمساء تتكرر المشاهد، وتتعطل الأغراض، والأدهى أنه لا يمكن تحويل الاتجاه، فهي الطريق الوحيدة التي يمكن سلكها، ومن ارتأى الانعراج على الطريق المداري، في محاولة منه لتجنبها والمرور عبر طريق مولاي التهامي، فكأنه اختار الانتحار، فطريق الرحمة، مزدحمة أكثر وأوراشها لا تنتهي |