في الوقت الذي كنا ننتظر فيه القطع مع العهد السابق في الدار البيضاء، بكل مساوئه وضعف حكامته، خصوصا بعدما خَص ملك البلاد البيضاء بخطاب امام نواب الأمة، شخص فيه واقع الحال بالعاصمة الاقتصادية، ودعا فيه بإلحاح شديد الى إيجاد الدواء الفعّال لحكامة اعتقلت عن سبق اصرار وترصد.
وجاء خطاب ثورة الملك والشعب الأخير، ليجدد النداء للناخبين بعدما يئس عاهل البلاد من مخاطبة قادة السياسة في هذا البلد، بالدعوة الى المشاركة وحسن الاختيار في الموعد الانتخابي للرابع من شتنبر المقبل، رابطا الانتخابات بالامن العام للبلاد، في اشارة واضحة إلى أهمية المرحلة الانتخابية القادمة بعد إقرار الجهوية المتقدمة وما تحتاجه من نخب متقدمة في الفكر والفعل.
لكن في خضم هذا المطلب العام من أجل التغيير والتجديد، يصر الجاثمون على قلب السياسة، على مقاومة المطلب الشعبي -الملكي، بمواصلة النهج الوفي لخلود النخب وتكرار نفس الوجوه وتضييق الخناق على الكفاءات والنخب الجديدة لمواصلة الهيمنة والاحتكار للفعل الانتخابي بالمغرب.
ولعل المتتبع لعملية وضع الترشيحات بالعاصمة البيضاء، التي انتهت يوم خطاب الملك، يقف مذهولا ل"قسوحية" وجه الساسة الذين أكدوا بالملموس انهم يسبحون ضد التيار الشعبي، وأن ما يعيشه المجال السياسي من عزوف، هو ثمرة جهود مبدولة بسخاء تام لتحقيق هذا المراد، الذي وحده الضامن لاستمرار الوجوه "الخالدة" في عبثها بتنمية المدينة وهدرها الممنهج للمال العام وترسيخها للحكامة الضعيفة في تدبير الشؤون المحلية للبيضاويين ومعهم في الطريق السطاتيين والجديديين.
الترشيحات والتزكيات اتبثت أن جيوب مقاومة التغيير مازالوا فوق كل الإرادات، وأنهم مازالوا وحدهم من يحلل ويحرم، في ظل استمرار العزوف، وما علينا إلا نقبل بهم، مكرهين لا ابطال، فوق رؤوسنا لست سنوات أخرى.. لكن الى متى سيدوم الحال؟ |