حدد الدكتور عبد اللطيف معزوز، تمظهرات اشكالية النقل بجهة الدارالبيضاء - سطات باعتبارها الجهة الحاضنة لاكبر كثافة سكانية بالبلاد ، والتي تستدعي  برأيه تفكيكها، وفق مقاربة تشاركية تقوم على التنزيل الفعلي لوصفة تروم إصلاح القطاع في شموليته، من خلال، تكثيف تواجده بمختلف النقط التي تعرف كثافة سكانية مرتفعة وخاصة بالضواحي والهوامش وعصرنته، والحد من بعض الممارسات التي ينتهجها أصحاب وسائل النقل وخاصة النقل السري "الخطافة" مستغلين ظروف المواطنين، غير مكثرتين لسلامتهم وأمنهم.

وأوضح معزوز، الذي كان يتحدث أول أمس الخميس 8 يونيوالجاري في ندوة تحت عنوان "النقل والاتصال أي تخطيط لمغرب الغد" من تنظيم مجلة la vie Eco بحضور محمد عبد الجليل  وزير النقل واللوجستيك ومهتمين مؤسساتيين بقطاع النقل،أوضح، أن تناسق الادوار بين كل المتدخلين وتفعليها على النحو المأمول، بات مطلبا أساسيا لتنظيم قطاع النقل بجهة الدارالبيضاء- سطات، كاشفا في ذات السياق، الأهمية التي يتبوأها ذات القطاع في الرؤية  الاستراتيجية للتنمية لمجلس جهة الدارالبيضاء - سطات، اذ كان سباقا الى عرض مجموعة من المقاربات والتصورات التي تهدف إلى تطويره وتنظيمه وتخليصه من الأنمطة التقليدية التي لم تعد صالحة أمام التزايد المضطرد للسكان بالجهة، مقترحا عددا من البدائل العملية لتسهيل النقل بين المدن والاقاليم بتراب الجهة.

 وأعرب  معزوزعن اعتقاده بكون إشكالية النقل، هي إشكالية مشتركة وبنيوية وينبغي التعامل معها في شموليتها، لكونها مرتبطة بعوامل أخرى ضمنها  غياب تمويلات كافية ووضعية الطرق، وغياب رؤية واضحة كبديل حقيقي لهذه الأزمة،مذكرا في ذات السياق، بالانطلاق المبكر لمجلس جهة الدارالبيضاء سطات، في وضع خطة عمل تقوم على ترسانة من الاجراءات والتدابير العملية، في أفق تطوير هذا المرفق العمومي وجعله في خدمة المواطنين على اختلاف مستوياتهم الاجتماعية .

ويأتي تنظيم هذه الندوة،  في سياق زمني تعاني فيه المدن المغربية من مشاكل النقل في مجالها الحضري على وجه التحديد، مما يؤجل ويعطل خدمات مصالح  المواطنين، في وقت أصبحت فيه الحاجة ملحة، لنقل عمومي تتوفر فيه أدنى شروط الراحة والخدمة، نظرا للتوسع العمراني و ارتفاع الكثافة السكانية، خاصة المتواجدة منها في أطراف وهوامش المجال الحضري. 

وقد قام المتداخلون بمقاربة القطاع، من زوايا مختلفة مستعرضين الاعطاب البنيوية التي تعتريه، ضمنها العجز البين  للمتدخلين في تنزيل استراتيجية فعالة وناجعة كفيلة باحتواء مشاكله المتمظهرة ،والتي كانت لها انعكاسات جدا سلبية على التنمية في شتى أبعادها.