عن/ بلانكا بريس

بعد مرور سنتين عن الولاية الانتدابية الحالية بالدار البيضاء التي يقودها التجمع الوطني للأحرار من موقع الأغلبية العددية، حان الوقت ليتخلى أعضاء هذا الحزب عن "نرجسياتهم" الصغيرة، ومصالحهم الشخصية وحاسباتهم جد الضيقة.

خطاب ملكي

حان الوقت، أن يبرهن هذا الحزب أنه جاء، فعلا، للتغيير والإصلاح واستكمال مسيرة المشاريع والبرامج وتنفيذ توجيهات الملك الذي خص الدار البيضاء بفقرات مهمة من خطاب افتتاح ولاية تشريعية في 13 أكتوبر 2013، وعبأ أكثر من 3300 مليار من أجل مخطط تنموي يحقق الإقلاع لعاصمة المال والأعمال..

مفترق الطرق

الحزب يوجد، اليوم، في مفترق طرق تاريخي، وعليه أن يعي ذلك جيدا، لأن المواطنين ليسوا أغبياء، وهم يعرفون ما يجري في الكواليس، ويعرفون من جاء إلى هذه المدينة من أجل خدمة مصالح الناس والرقي بالخدمات والبنيات التحتية وتحسين مستوى العيش، وبين من خطط لدخول الانتخابات من أجل مصالحه ومصالح أبنائه وزوجاته وصديقاته وشركاته (ابعدوا شركاتكم عن الدار البيضاء كما قال محمد الحدادي ذات فيديو غاضب)…

الإخوة الأعداء

فما يجري في هذا الحزب من حروب وصراعات وكواليس و"حفر ليا نحفر ليك"، ليس شأنا داخليا (كما يفهم البعض)، بل شأن عام، لأن أي قرار، أو تصرف في الداخل، ينسحب أوتوماتيكيا على الخارج، وعلى تنمية المدينة التي تتعطل وتسير إلى الهاوية، بسبب كل هذه العصي التي توضع في العجلة، وتمنعها من الدوران. 

اختيار ملك

الدار البيضاء هي المدينة الوحيدة التي اختار فيها الملك عمدة وكلفها بمهمة جسيمة، وفضل أن تكون نبيلة ارميلي رئيسة لأكبر جماعة بالمغرب، عوض أن تكون وزيرة، وهذه رسالة فهمها المواطنون، لكن للأسف لم يفهما أعضاء في التجمع الوطني للأحرار الذين فشلوا (في سنتين كاملتين في مجرد تعيين نائب عاشر)، وحين تدخل رئيس الحزب لحسم الموضوع، استدلت السيوف من جديد، واستأنفت حرب الكواليس وبدأ حروب الإخوة الإعداء من أجل إجهاض هذا القرار.

حزب أشخاص

هناك مشكل كبير يجب أن يعالج في الحال: هو أن أعضاء في الحزب لم يعودوا يثقون حتى في رئيس الحزب الذي قدر واختار وأشر على عضو لتقلد هذا المنصب بعد أن رفعت إليه باقي التشريحات الأخرى.

وإذا حصل ذلك، فعليكم أيها السادة أن تقرؤوا الفاتحة على حزبكم، أو تقدموا استقالتكم منه، لأنه لا يعقل أن تستمروا في حزب لا تثقون في توجيهات وقرارات قيادته المركزية، وفي رئيسه على وجه التحديد.

تهافت مقيت

فصعب أن تفهم هذا التهافت الرهيب على منصب النائب العاشر من طرف عدد من القياديين في الحزب الذين يرفضون الاستسلام، ويقدمون أنفسهم باعتبارهم الأحق بهذا المنصب، رغم أن المعقد لن يخرج عن الحزب، وهنا يطرح السؤال: عن أي مشروع يدافع عنها هؤلاء؟ هل مشروع الحزب وبرنامجه؟ أم الدفاع عن المصالح الشخصية؟ 

صورة مشوهة

بهذه الشكل، يقدم التجمع صورة سيئة عنه في الدار البيضاء، ويعرض نفسه أمام الملء بكونه حزب أشخاص لا يربط بينهم أي قاسم أو مشترك، بدل أن يكون حزب مناضلين ملتزمين، كما يتنافى ذلك مع الصورة "الجميلة" التي يقدمها التجمع في المؤتمرات والمنتديات والندوات القطاعية.

التاريخ 

إن التاريخ يسجل ويدون كل صغيرة وكبيرة، ولا تعتقدوا أنكم بمثل هذه الأفعال (ضد مصالح المدينة) يمكن أن تفلتوا يوما.