لم يعد يفصل عن إجراء الانتخابات الجماعية والجهوية في الدارالبيضاء سوى ثلاثة أيام، وهو ما جعل الحملات الانتخابية تدخل مراحلها الأخيرة وسيشمر كل حزب عن سواعده استعدادا لحصد الكثير من الأصوات التي من شأنها أن تؤهله للظفر بالمرتبة الأولى على صعيد الجهة والجماعة، وسترمي، خلال الأيام الثلاثة المقبلة، الأحزاب المشاركة في الانتخابات بجميع أوراقها، خاصة الأحزاب الكبرى التي تسعى جاهدة إلى ربح معركة جهة الدارالبيضاء/ سطات في انتظار باقي المعارك في الجهات الأخرى. وقررت العديد من الوجوه السياسية في المغرب خوض الانتخابات الجماعية والجهوية في جهة الدارالبيضاء وسطات، ما يوحي منذ البداية أن المعركة ستكون شديدة بين المرشحين، وكان قرار إنزال الأحزاب السياسية لبعض الشخصيات المعروفة في عدد من الدوائر الانتخابية في العاصمة الاقتصادية أثار الكثير من الجدل، على اعتبار أنه ليس من المعقول ترشيح اسم لا علاقة له بالدائرة الانتخابية التي سيترشح فيها. وبدأت منذ نهاية الأسبوع الماضي الحملة الانتخابية في الدارالبيضاء، وخاصة في المقاطعات المحيطية، وهي في تصاعد متزايد، حيث خرجت بعض الأحزاب في ما يشبه مسيرات من أجل حث المواطنين على التصويت لمرشحيها، واستعانة بعض الأحزاب بسيارات تحمل شعارات الحزب وتدعو المواطنين للتصويت عليها. وأثار منظر انتشار أوراق الدعاية لبعض الأحزاب تذمر الكثير من المواطنين، الذين يؤكدون أن الأحزاب لم تكن قادرة على ابتكار أساليب أخرى وجديدة لحث المواطنين على التصويت على مرشحيها، فيما اعتمدت فقط الأساليب القديمة، ومن بينها أوراق الدعاية وكراء "الكراجات" وإطلاق الأشرطة الصوتية في السيارات ما يثير إزعاج المواطنين. وقالت إحدى المواطنات ل"المساء" لا أعرف في الحقيقة لماذا يتم رمي أوراق الدعاية في الشوارع والأزقة، إنها تزيد من أزمة النظافة التي تعرفها بعض الأحياء، فلا يعقل أن يتم رمي أوراق الدعاية بهذه الطريقة. ورغم أن الحملة الانتخابية بدأت في تصاعد ملحوظ، فإن أحد المواطنين قال ل"المساء" "إن إجراء الانتخابات الجماعية في هذا التاريخ لم يكن موفقا، على اعتبار أنه يتزامن مع نهاية العطلة الصيفية والدخول المدرسي، كما أن الاستحقاقات تسبق عيد الأضحى بأيام قليلة، الأمر الذي جعل بعض المواطنين غير مكترثين بالحملات الانتخابية للأحزاب السياسية، وأضاف إن الهم الذي يشغل بال الكثير من المواطنين هو نفقات تغطية الدخول المدرسي وتوفير مبلغ خروف العيد. وتحتل جهة الدار البيضاء سطات الصف الأول من حيث عدد السكان، بستة ملايين و832 ألف نسمة، ما يجعل الأنظار ستتوجه إلى هذه الجهة بشكل ملفت سواء أثناء الانتخابات الجماعية أو بعدها، حيث ستشد الأنظار بشكل كبير إلى دورات مجلس الجهة، خاصة مع المتغيرات الحالية. فهل سيكون الرئيس الجديد للجهة في مستوى تطلعات سكان هذه الجهة؟ السنوات المقبلة كفيلة بالجواب عن هذا السؤال. |