الاثنين 25 نونبر 2024
راصد إنتخابي
آخر الأخبار
مغاربة العالم - الجهة 13
تابعونا على الفايسبوك

كاريان سنطرال بالدار البيضاء..من حي صفيحي إلى متنزه كبير

كازا 24 الاثنين 22 أبريل 2024

يترقب سكان الدارالبيضاء تحويل الأرض الشاسعة، التي كانت تستقبل أحد أكبر الأحياء الصفيحية بالمغرب، إلى منتزه بيئي ضخم، سيكون الأكبر من نوعه في المغرب.

ويحمل "كاريان سنطرال" الذي يقع في قلب الحي المحمدي بالدار البيضاء، هوية وحمولة تاريخية، فقد شكل مركزا لمقاومة الاستعمار الفرنسي في خمسينيات القرن الماضي، كما خرّج فنانين ورياضيين كبار.

وتمتد مساحة كاريان سنطرال على 33 هكتارا، ما سيجعل منه أكبر منتزه في المغرب.وتوصلت شركة “الدار البيضاء للبيئة” بقرار مشروع المنتزه الكبير، وتعمل حاليا على إعداد دراسات وتصاميم تهيئته بفضاءات خضراء وترفيهية وثقافية.

يشار إلى أن أرض "كاريان سنطرال" الذي تمت إعادة إيواء قاطنيه بمشروع العمران بالهراويين، تقع بين شارع “علي يعتة” و"دارلمان" و"قيسارية الحي المحمدي" و"حي سعيدة" بالدار البيضاء.

وعرف هذا الحي الصفيحي بإسم كريان «سنطرا» بعد ابتلاع الحرف الأخير من كلمة «سنطرال» التي تعني المركزي، قبل أن يحمل، مع بزوغ فجر الاستقلال، إسم كريان الحي المحمدي ويختفي “المركزي” في زحمة الأحداث التاريخية التي شهدتها المنطقة الأكثر استقطابا للبسطاء في مدينة الدار البيضاء.

قصة هذا الحي لا تختلف كثيرا عن أسباب نزول كريانات الدار البيضاء في عهد الحماية الفرنسية، ككريان كارلوطي وكاريان شنيدر وكاريان ابن امسيك، فجميع هذه التجمعات السكنية ولدت من رحم المقالع الحجرية التي كانت منتشرة في مدينة الدار البيضاء، والتي لجأ إليها المستعمر في بناء أولى مشاريع إعمار المدينة الخارجة من حالة دمار بعد غارة غشت 1907 الرهيبة.

وترجع أسباب تسمية هذا الكريان بـ«سنطرال» إلى وجوده، في بادئ الأمر، بالقرب من مقر الشركة المركزية للبخار بالدار البيضاء، والتي لجأ كثير من سكان الكاريان الأولون إلى فضلاتها من الورق المقوى ومواد الصفيح والخشب لبناء براريك متحركة، تحولت إلى حي صفيحي قائم الذات، لاسيما بعد إصدار بلدية الدار البيضاء قرارا سنة 1936 يمنع بناء الدور الصفيحية في الحي الأوربي ومحيط المدينة ودرب السلطان، الشيء الذي حتم على البسطاء والطبقة العاملة بالخصوص البحث عن ملاذ صفيحي غير بعيد عن المنطقة الصناعية لعين السبع وروش نوار.

يقول الباحث نجيب تقي في كتابه «جوانب من ذاكرة كريان سنطرال- الحي المحمدي بالدار البيضاء في القرن العشرين»، إن الكريان سيعرف تضخما كبيرا بسبب الهجرة الكثيفة التي اعقبت المجاعة والجفاف وانتشار الأوبئة التي أصابت البلاد في هذه السنة.