الأحد 24 نونبر 2024
راصد إنتخابي
آخر الأخبار
مغاربة العالم - الجهة 13
تابعونا على الفايسبوك

الفوضى بمقاطعة الحي الحسني.. أطفال محرمون من من حدائق عمومية والنفايات الصلبة المنطقة

الجمعة 6 شتنبر 2024

خالد العطاوي / عن :الصباح 

تستحق مقاطعة الحي الحسني لقب "أسوأ منطقة" بالبيضاء، فهي تغرد خارج التحديث الذي تشهده العاصمة الاقتصادية، بل أكثر من ذلك تكشف عن لامبالاة المسؤولين، سواء المنتخبين أو السلطات المحلية، أو فشلهم في التدبير.

في مقاطعة الحي الحسني تسود الفوضى بكل معالمها، بل إن حيا، مثل "الفردوس"، الذي لا يبعد إلا أمتار قليلة عن مقر العمالة والقطب المالي، أصبح خاضعا لنفوذ الباعة الجائلين ومرتعا للسيبة وغياب البنية التحتية، المهترئة أو المنعدمة أصلا.

أحياء الحي الحسني والألفة مثال على غياب الإرادة في حل المشاكل وتدبير الأزمات، إنارة شبه غائبة عن عدة أحياء، ونفايات تستوطن الأزقة، بل إن غياب المراقبة، جعل المنطقة مكبا للنفايات الصلبة، كما هو حال للآجر والأتربة التي تستعمل في البناء... ولا أحد يتدخل أو يندد أو يحتج.

أسواق الحي الحسني عشوائية تتسبب في هدر مداخيل جبائية مهمة يمكن استثمارها في مشاريع تنموية كبرى، ونقط سوداء في الأزهر و"عكاشة" ودروب الحي القديمة وفوضى الباعة الجائلين في كل مكان، ما يجعل الحياة بالمنطقة أشبه بجحيم، فالسكان محاصرون من قبل الباعة الذين باتوا يعرقلون حركة السير والجولان، رغم تعالي أصوات السكان والفعاليات المدنية لسنوات، فإن "لا حياة لمن لا تنادي".

سئم السكان من استجابة لمطالبهم، فمفعول الشكايات لا وجود له على أرض الواقع، والاستماع إلى المشاكل، خاصة من ناحية احتلال الملك العمومي والتراكم المهول للنفايات، ضرب من المستحيل، ما جعل الفوضى سيدة المنطقة، فورشات إصلاح السيارات والدراجات النارية مع بائعي "الخردة"، أفسدت معالم منطقة تضم شققا سكنية وفيلات.

عبر عدد من السكان، ل"الصباح"، عن تذمرهم مما وصفوه بـ"الوضعية الكارثية" للمقاطعة التي تعاني عدة مشاكل، مطالبين بالحد من "الوضع الكارثي" الذي أضحى عليه عدد من الأحياء جراء تراكم كميات كبيرة من النفايات الهامدة، خاصة بمدخل الأزهر وفرح السلام مثلا، ما أثر سلبا على المنظر العام لعدد من الأحياء، معبرين عن امتعاضهم من تبخر الوعود الذي قدمتها الجهات المنتخبة، بعد فشلها في إطلاق طلبات عروض من أجل فسح المجال أمام الشركات المختصة، للتكفل بمسألة إنهاء أزمة النفايات الهامدة المتراكمة على مستوى عمالة مقاطعة الحي الحسني.

كما تعاني مشكلا كبيرا في مجال النقل الحضري، الذي يعرف نقصا حادا في وسائله المسخرة لخدمة سكان المنطقة، وهو ما أصبح يشكل عائقا كبيرا لقضاء أغراضهم ومصالحهم الحيوية، فحافلات "الباصواي" لم تحل المشكل، بل ساهمت في اختناق المرور الذي يجعل التفكير بالمرور ببعض الشوارع، خاصة شوارع ابن سينا وأفغانستان ويعقوب المنصور والفردوس والكليات وطريق الجديدة، كابوسا يقض مضجع صاحبه عند كل محاولة. 

أما احتلال الملك العمومي بالأحياء المشكلة لدائرة الحي الحسني، فأصبح مألوفا، ما جعل الرصيف محتلا بالكامل من قبل أصحاب المقاهي والمحلات التجارية، الذين اختاروا تثبيت الكراسي فوق الرصيف الخاص بالراجلين، إضافة إلى أكوام السلع التابعة للمحلات التجارية، ما يطرح سؤال ازدواجية المواقف إزاء محاربة الملك العمومي.

لكن الغريب في المنطقة، إصرار المجلس المنتخب والسلطات المحلية على الإجهاز على المناطقة الخضراء في مناطقة تعرف "تكدسا" في عدد السكان، فبعد فشل تحويل الساحة الوحيدة بتجزئة "الفردوس" بحي الألفة إلى حديقة خاصة، أدارت الجهات نفسها وجهتها إلى الحي الحسني، ففي الوقت الذي ظل سكان درب "النجمة" ومعها باقي الأحياء المجاورة ينتظرون من مجلس مقاطعة الحي الحسني رد الاعتبار للحديقة المجاورة لهم بشارع عبد الهادي بوطالب، والعمل على تأهيلها وإحداث بعض فضاءات الترفيه واللعب لأبنائهم، منح رئيس المجلس حق الاستغلال المؤقت للحديقة لإحدى الشركات المختصة في إقامة الألعاب الترفيهية المتنقلة، التي وضعت سياجا لمنع الدخول للحديقة... وليذهب السكان إلى الجحيم.