سلط مشاركون في ندوة دولية، نظمت أمس الجمعة بالدار البيضاء، الضوء على المنجزات التي تم تحقيقها في إطار الجهوية المتقدمة، وكذا التحديات التي ما تزال تعيق التنزيل الأمثل لهذا الورش الوطني الكبير .

وهكذا، أكد المتدخلون خلال هذا اللقاء المنظم، على مدى يومين، من طرف "مجموعة اتلانتيك أونا" بدعم من جمعية جهات المغرب، تحت شعار "التنمية الجهوية: الحكامة والابتكار"، على ضرورة تضافر الجهود من أجل ابتكار حلول ناجعة من شأنها تسهيل عملية تفعيل هذا الورش الاستراتيجي الهام.

وفي هذا السياق، أبرزت امباركة بوعيدة، رئيسة جهة كلميم واد نون، ورئيسة جمعية جهات المغرب، أن هذا اللقاء يروم مناقشة التحديات والخروج بحلول مبتكرة وناجعة تساهم في تنزيل هذا الورش الهام بالشكل المطلوب من أجل تحقيق الأهداف المنشودة.

وقالت بوعيدة، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، "دخلنا اليوم في مرحلة مهمة، إذ بدأنا منذ 2015 في مرحلة التنزيل، واليوم نحن في مرحلة التفعيل، وبالتالي أمامنا تحديات كبرى والتي هي اليوم موضوع النقاش في هذا اللقاء".

وأوضحت أن هذه التحديات يمكن تلخيصها في عدد من النقاط، ويتعلق الأمر بتحديات على المستوى البشري والاقتصادي والمادي، مبرزة أن هذه الاكراهات والتحديات تستوجب النهوض بالكفاءات البشرية داخل المجال الترابي، وتعزيز العدالة الترابية ما بين أقاليم وجهات المملكة، وتعزيز الموارد المالية داخل المجال الترابي من أجل إنجاح هذه التجربة و تفعيل جميع المشاريع المرتبطة بهذا الورش.

واعتبرت رئيسة جهة كلميم واد نون، أن هذا اللقاء يعبر عن طموح جد كبير يتميز بإشراك المواطن عبر سياسات تشاركية وعبر هيئات استشارية ووسائل جد مهمة تخص الهندسة الترابية وأيضا الرؤية الاستراتيجية داخل المجال الترابي، مشيرة إلى أن هذا الملتقى الهام يعتبر خطوة للتحضير للمناظرة الثانية للجهوية المتقدمة.

من جهته، قال عبد اللطيف معزوز رئيس جهة الدار البيضاء-سطات، إن موضوع الندوة يكتسي أهمية كبرى بالنسبة للمغرب، باعتبار أن الجهوية المتقدمة تعد ورشا وطنيا استراتيجيا، مشيرا إلى أن العمل متواصل من أجل تنزيله بالشكل الأمثل رغم التحديات التي يتم مواجهتها على أرض الواقع.

وأكد معزوز، في تصريح مماثل، أنه تم الشروع في تفعيل هذا الورش من خلال مجموعة من البرامج التنموية الطموحة، مبرزا أن برنامج التنمية الجهوية لجهة الدار البيضاء-سطات يطمح لتكريس موقع الجهة كقاطرة للتنمية داخل المغرب، وأيضا كإحدى القوى الاقتصادية على الصعيد القاري.

وتابع أن أهداف هذا البرنامج تتمثل أساسا في الرفع من مستوى عيش المواطنين وتشجيع الاستثمار وخلق مناصب الشغل علاوة على توفير حلول ناجعة لإشكاليتين أساسيتين هما التشغيل والماء.