يضع المكتب المسير لجماعة البيضاء اللمسات الأخيرة على جدول أعمال دورة فبراير العادية الذي ستكون ضمن نقاطه دراسة والمصادقة على إعادة هيكلة عدد من الشوارع الأساسية وتحويلها إلى شوارع بممرات أحادية تسمح بوضع مسارات خاصة بحافلات النقل العمومي، وذلك في إطار مخطط التغلب على الاكتظاظ المروري الذي تشكو منه العاصمة الاقتصادية.

وأكد مصدر بالمدينة أن الأمر يتعلق بأربعة شوارع رئيسية وسط المدينة، هي للاياقوت ورحال المسكيني والجزائر والراشيدي التي ستصبح شوارع “كتدي وما كتجيبش”، وذلك للقضاء تدريجيا على أزمة الاختناقات المرورية في أوقات الذروة، بفرض مسارات أخرى على أصحاب السيارات الخاصة التي يتزايد عددها بـ70 ألف سيارة في السنة.

وقال المصدر نفسه إن خطة الشوارع بممرات أحادية ستسمح، من جهة أخرى، بتنفيذ مشروع المسارات الخاصة بالحافلات وسيارات الأجرة، إذ تشكو شركة “مدينة بيس” من الاكتظاظ المروري الذي يؤثر على مردوديتها وسمعتها لدى الزبناء.

بموازاة ذلك، يصادق مجلس المدينة، في الدورة المقبلة، على المخطط المديري لمرابد السيارات، إذ تجري الأشغال لإنجاز مربدين عموميين بالقرب من مقر ولاية جهة البيضاء-سطات وساحة نيفادا، قصد التمكن من تنزيل خطة لتوقيف السيارات تعتمد على تحديد الأماكن والمواقع التي ستفي بالحاجيات الملحة للسكان.

ويندرج هذا المخطط المديري ضمن الأوراش المفتوحة في مجال النقل والتنقلات الحضرية المستدامة، المندرجة ضمن برنامج تنمية جهة الدار البيضاء الممتد على فترة 2015/2020. ويولي مخطط النقل والتنقلات أهمية خاصة لمسألة تعزيز الحركية على مستوى الجهة بقيمة إجمالية تقدر بـ27 مليار درهم، ومن محاوره تمديد خطوط الطرامواي وتوسيعها لتصبح أربعة عوض اثنين، وتعزيز أسطول الحافلات، وتهيئة الطرق الحضرية والإقليمية والسيارة، وإنجاز المنشآت الفنية والأنفاق.

وأوضح المصدر أن الخط الأول لطرامواي (بدأ استغلاله متم سنة 2012) سيتعزز بخط ثان (تتقدم أشغاله حاليا نسبة 25 في المائة) والذي سيكون جاهزا أواخر 2018، يليه خطان آخران، تشارف الدراسات بشأنهما مراحلها الأخيرة.

ويربط الخط الثالث بين مقاطعة سيدي عثمان ومسجد الحسن الثاني بأنفا، ويمر من شارع 10 مارس وأولاد زيان وزنقة خريبكة وشارع للاياقوت، في ما سيربط الخط الرابع (18 كيلومترا) بين الهراويين وشارع محمد السادس (مديونة سابقا) ومحطة البيضاء الميناء مرورا بشارع محمد سميحة.

أما الخط الثاني، المقرر تدشينه في أواخر 2017، فيربط بين عين الذئاب وسيدي البرنوصي، ويمر من شوارع أنوال و2 مارس والفداء والحزام الكبير وعلي يعتة وطريق الرباط القديمة وشارع أبي ذر الغفاري.

وأشار المصدر، في هذا الصدد، إلى أن اختيار المناطق والمحاور التي تحدد مسارات الطرامواي ومعها الحافلات ذات الخدمة الرفيعة (ب.أش. إن.إس)، يتم طبقا لدراسات تبين حجم سكان المنطقة ومدى حاجتها لهاته الوسائل في تنقلاتها اليومية، مبرزا أن كلفة الحافلات ذات الخدمة الرفيعة، تظل أقل من كلفة الطرامواي، وهي قابلة لاستبدالها في ما بعد بالطرامواي لأنها تتحرك في مسارات خاصة.

وبخصوص الأنفاق المبرمج إنجازها في المدينة، أوضح أنه بالإضافة إلى المشروع الخاص بمدار المكتب الشريف للفوسفاط، الذي تجري عملية إنجازه، هناك نفق يهم منطقة عين السبع، يربط طريق الرباط بشارع سيدي عبد الرحمان، فضلا عن نفقين آخرين بشارعي الزرقطوني والموحدين.