السبت 18 يناير 2025
راصد إنتخابي
آخر الأخبار
مغاربة العالم - الجهة 13
تابعونا على الفايسبوك

رهائن في ظلام نفق الموحدين بالبيضاء!

كازا 24 السبت 18 يناير 2025

خالد العطاوي/عن: الصباح

هل يوجد رهائن في البيضاء؟

يعتبر أغلب البيضاويين السؤال بديهيا، فيكفي أن شوارع المدينة وأنفاقها وطرقها “تحكم” عليهم بقضاء ساعات، خاصة في أوقات الذروة، داخل سياراتهم، بسبب اختناق المرور، أو سوء تقدير لمهندسي البنية التحتية، وغياب رؤية استباقية لحجم تطور العاصمة الاقتصادية.

آخر عمليات "الاحتجاز" بالبيضاء وقعت، أول أمس (الخميس)، إذ شهد نفق الموحدين مشهدا سورياليا يلخص معاناة السائقين الذين أصبحوا رهائن داخل هذا الشريان الحيوي، بسبب حادثة سير أدت إلى شل حركة العربات تماما، فالنفق، الذي يمتد على طول 2.2 كيلومتر، والمفترض أن يكون من الإنجازات الكبرى للمدينة، كشف عن وجه آخر من الإهمال المتراكم.

عند دخول النفق، بدا المشهد مأساويا، فهناك سيارات متوقفة بشكل عشوائي، وأخرى محاصرة، والأبواق تعلو بلا جدوى، والدخان الكثيف الذي تراكم بسبب سوء نظام التهوية جعل الهواء خانقا، ما دفع بعض السائقين للتخلي عن مركباتهم، بحثا عن متنفس خارج الجدران الصامتة.

طيلة نصف ساعة، ظل الرجال والنساء يتجولون ببطء بين السيارات، بينما تعلو وجوههم علامات التوتر والضيق. بعضهم جلس على الأرض مستندا إلى الجدران الإسمنتية، في حين وقف آخرون يتجادلون حول “لعنة” نفق الموحدين، أو يتصلون هاتفيا بأفراد أسرهم لطمأنتهم.

داخل النفق، حيث الأضواء الخافتة بالكاد اخترقت ظلمة الدخان، بدت الجدران الباهتة كأنها تخفي خلف ألوانها الحية معاناة دفينة، وبينما يواجه السائقون توقف حركة السير، تطرح تساؤلات جدية عن دور المسؤولين الذين تركوا هذا المعبر المهم فريسة للإهمال.

لماذا لا تعمل أنظمة التهوية بشكل فعال، وما جدوى لافتات كتبت عليها "الإغاثة" إن عجزت عن إنقاذ السائقين، في نفق يُفترض أن يكون مجهزا بأحدث التقنيات؟ أين الصيانة الدورية التي تبقي المرافق في حالة تشغيل جيدة؟ وهل يعقل أن تُترك أرواح السائقين رهينة لهذا الواقع المخزي؟

إن الأهمية الإستراتيجية لنفق الموحدين، الذي يخفف الضغط عن عدة شوارع حيوية ويشهد مرور أكثر من 53 ألف مركبة يوميا، لا تسمح بالإهمال، و"من الضروري أن يتم تدارك الوضع بسرعة، ليس فقط لتجنب الحوادث المماثلة، بل أيضا لضمان كرامة المواطنين وسلامتهم في تنقلاتهم اليومية"، يتحدث أحد "الناجين" من النفق.

نفق الموحدين، الذي كان من المفترض أن يكون إنجازا حضريا يفتخر به، بات يعكس مفارقة كبيرة بين التصميم السيء وضعف الصيانة، ولولا تدخل رجال الأمن في الوقت المناسب لفتح الطريق لحصلت كارثة.