أدى أمير المؤمنين، صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، اليوم، صلاة الجمعة بمسجد اليوسفي بالدار البيضاء. واستهل الخطيب خطبتي الجمعة بالتذكير بقول الله عز وجل «ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز، الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر، ولله عاقبة الأمور»، موضحا أن الذين يستحقون نصر الله القوي العزيز، الذي لا يخيب رجاء من تولاه، هم الذين إن مكنهم في الأرض، وثبت لهم الأمر، أقاموا الصلاة، فعبدوا الله خاشعين، ووثقوا صلتهم به في كل وقت وحين، وتوجهوا إليه طائعين خاضعين مستسلمين، فانتصروا على شح النفس، وتطهروا من الحرص، فسدوا خلة الجماعة، وكفلوا الضعفاء والمحتاجين والمعوزين. وأضاف أن سبط النبي الأمين، أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، المومن بربه أشد ما يكون الإيمان، المتوكل عليه في كل ما يرسمه ويخططه ويبنيه، يواصل مسيرات النماء، ويقود الإصلاحات في كافة الميادين بصبر وأناة، وعزم لا يلين، مشيرا إلى أن العودة المظفرة إلى البيت الإفريقي «ما هي إلا واحدة من الانتصارات التي يحققها جلالة الملك في شتى المجالات وعلى جميع الأصعدة، سواء داخل المملكة أو خارجها، وخاصة بالأقطار الإفريقية الشقيقة، التي وجدت في جنابه الشريف التفهم الكبير لهمومها، والسند القوي لقضاياها، والاستعداد الدائم لبذل ما في الوسع والطاقة، ماديا ومعنويا، للتعاون الصادق على كل ما من شأنه الرقي بهذه البلدان وتنمية أسباب ازدهارها». وتابع أن الإطار الروحاني والتوجيه السياسي الذي وضع فيه أمير المؤمنين تعاون المملكة مع بلدان إفريقيا، هو إطار تقاسم الخبرة والتجارب، مشيرا إلى أن النعم التي تدعو إلى الشكر منا كثيرة، من أعظمها ما يدخل في وسائل دعم الأمن والاستقرار ، ثم ما يدخل في وسائل تدبير المعيشة وتحسينها. وقال إن هذه الميادين أمكن السير فيها قدما في المملكة على توالي الأعوام باجتهاد أمير المؤمنين وتخطيطه، حتى تحصلت للمغرب معرفة في ميادين التخطيط والتكوين والإنجاز، سواء بأجهزة رسمية أو بفعاليات من القطاع الحر. ومن جهة أخرى اكد الخطيب أن الصدق في العمل والتعاون، هو ما لمسه الأفارقة في البلدان التي شملتها الزيارات الملكية الميمونة، وهو ما عبرت عنه تصريحات المسؤولين بهذه الدول ، وهتافات جماهير المرحبين، وخطب العلماء أمام المصلين. وسجل انه «من واجبنا أن نعتبر بهذا الفتح أيما اعتبار، وأن نعطيه حقه المستحق من التقدير، فنزداد تعبئة وراء من أظهر الله هذا الفتح على يديه، مولانا أمير المؤمنين سدد الله خطاه، وبارك في سعيه ومسعاه، وأَوْلَى مَنْ عليهم مزيد الشكر والحيطة والتقدير ، المسئولون من خدامه ورعاياه حفظه الله، من أهل الأعمال والمبادرات الحرة، الذين وضع فيهم الثقة، وفتح لهم آفاق تمثيل بلدهم في مجال يقاس فيه الناس بالجودة والنجاح، والحرص على احترام الالتزامات». وفي الختام ابتهل الخطيب وجموع المصلين إلى الله تعالى بأن ينصر أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصرا عزيزا ويحفظ جلالته بما حفظ به السبع المثاني والقرآن العظيم، ويقر عينه بولي عهده، صاحب السمو الملكي، الأمير الجليل مولاي الحسن، ويشد عضده بشقيقه، صاحب السمو الملكي الأمير السعيد مولاي رشيد، وسائر أفراد أسرته الملكية الشريفة. كما رفعت اكف الضراعة إلى الله عز وجل بان يتغمد برحمته الواسعة الملكين الجليلين مولانا محمدا الخامس ومولانا الحسن الثاني، ويطيب ثراهما، ويكرم مثواهما. |