يحتفل المنتظم الدولي هذه السنة باليوم العالمي للماء تحت شعار : «لماذا المياه العادمة ؟». و يتعلق الأمر بتسليط الضوء على مسألة المياه العادمة و مختلف الوسائل المتخذة لتقليص حجمها و لتطوير إعادة استعمالها.

بهذه المناسبة، و باعتبارها فاعلا ملتزما في التدبير المستدام للموارد الطبيعية، وضعت ليدك منظومة لتحسيس و تعبئة مجموع أطرافها المعنية. و ذلك بهدف تحسيسهم بأهمية التطهير السائل كعنصر من عوامل التنمية المستدامة بالدار البيضاء الكبرى،
و أيضا لتوعيتهم بمؤهلات إعادة استعمال المياه العادمة باعتبارها موردا بديلا.

المحافظة على الموارد المائية و تدبير المياه العادمة، تتواجد بالفعل، في قلب استراتيجية التنمية المستدامة لدى ليدك. و قد تم تناول موضوع الماء و التطهير السائل في عدد كبير من أهداف مخططها لأعمال التنمية المستدامة 2020. هكذا، يهدف المفوض له، من بين أمور أخرى، إلى الإنتاج و الاستهلاك المسؤول، و محاربة تسربات الماء، و المساهمة في تطهير بيئة الدار البيضاء الكبرى واقتراح حلول معقلنة و ملائمة لرهانات مدينة الغد.

و في هذا الإطار يوضح عبد الله طالب مدير التواصل و التنمية المستدامة و الإبتكار بشركة ليدك و نائب الرئيس المنتدب المكلف بمؤسسة ليدك لأعمال الرعاية : «المحافظة على الموارد المائية و تدبير المياه العادمة هي رهانات أساسية في خارطة الطريق الوطنية لمحاربة التغيرات المناخية. و من بين التزامات المناخ التي اعتمدنا استعدادا لمؤتمر كوب22، يتجلى طموحنا لاقتصاد الماء لما يعادل 1,2 مليون نسمة في أفق سنة 2020. إنه التزام ملموس يرتكز على مقاربة تشاركية مع المجتمع المدني، و يهدف بالخصوص إلى الإسهام المشترك في تقديم حلول مبتكرة لتلبية رهانات التغيرات المناخية و الإجهاد المائي.».

من 22 مارس إلى فاتح أبريل، تعتمد ليدك و مؤسستها لأعمال الرعاية برنامجا غنيا يتمحور حول التحسيس، عبر الإنترنت ووكالات الزبناء، و تنظيم ندوات و زيارات للمنشآت الكبرى الخاصة بمعالجة المياه العادمة بالدار البيضاء.

هكذا، نظمت مؤسسة ليدك لقاءين : في 22 مارس، مائدة مستديرة حول «التحديات و الحلول في مجال معالجة المياه العادمة، على ضوء مؤتمر المناخ كوب22»، و ذلك بشراكة مع جمعية مدرسي علوم الحياة و الأرض، و في فاتح أبريل، ندوة حول «الماء و المياه العادمة : الإشكاليات و الآفاق»، بشراكة مع جمعية الماء و الطاقة للجميع.

و في إطار شراكتها مع الإئتلاف المغربي للماء، ستشارك ليدك أيضا في ندوة رفيعة المستوى، و ذلك يوم 31 مارس المقبل بأكادير حول موضوع : «التآزرات بين الأطراف المعنية من أجل تدبير مستدام للموارد المائية».

من جانب آخر، سيتم خلال الأسابيع المقبلة تسليط الضوء على 3 مواقع كبرى تابعة لشركة ليدك : محطة المعالجة القبلية للمياه العادمة «أوسيان» تتواجد بسيدي البرنوصي، و محطة المعالجة القبلية للمياه العادمة في العنق و محطة تصفية المياه العادمة لمديونة.

و يتوقع أن يستفيد من زيارة هذه المنشآت أكثر من 300 تلميذ من المؤسسات المدرسية بالجهة، و كذا العديد من جمعيات القرب.

الزراعة الحضرية و المستدامة : افتتاح فضاء تجريبي بمحطة تصفية المياه العادمة لمديونة

ليدك تبتكر بشكل مستمر للمساهمة في حماية بيئة الدار البيضاء الكبرى.

و محطة تصفية المياه العادمة لمديونة التي بدأ تشغيلها سنة 2013، هي أول محطة من نوعها بشمال إفريقيا مزودة بنظام يجمع بين تقنية الأوحال النشيطة و تكنولوجيا الأغشية.
و قد حصلت هذه المحطة منذ سنة 2015 على إشهاد إيزو ISO14001، و تقوم كل سنة بتصفية أكثر من 000 550 متر مكعب من المياه التي توجه بعد ذلك إلى واد حصار للاستعمال في الري الزراعي. و في إطار مخططها لأعمال التغيرات المناخية الذي تم اعتماده استعدادا لمؤتمر كوب22، قامت ليدك بتطوير مشروع يهدف إلى تثمين المياه العادمة المصفاة في هذه المحطة، و ذلك بمنظور زراعي حضري و مستدام. هكذا، تمت تهيئة فضاء تجريبي للزراعة الحضرية يتواجد بجانب المحطة، و الذي يتوقع افتتاحه يوم 27 مارس المقبل بحضور السلطات، و جمعيات و جامعيين. و قد تم إنجاز المشروع بشراكة بين مؤسسة ليدك لأعمال الرعاية و جمعية البحث – العمل من أجل التنمية المستدامة، و هو فضاء مساحته 600 متر مربع و ثمرة تعاون متعدد الفاعلين.
و الغاية من هذا الحقل التجريبي للزراعة الحضرية و البيولوجية، هي تجريب إعادة استعمال المياه المصفاة في مجال السقي الزراعي. كما أنه مكان تحسيسي مفتوح لمجموع الأطراف المعنية (التلاميذ، الطلبة، المجاورين، الجمعيات، الفلاحين، المنتخبين...) من أجل حماية البيئة.

«أوسيان» : 250.000 متر مكعب من المياه المعالجة كل يوم

تم افتتاح محطة أوسيان في ماي 2015 من طرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس، و هي المنشأة الكبرى في نظام محاربة تلوث الساحل الشرقي بالدار البيضاء الكبرى، المشروع الضخم الذي أنجزته ليدك في 4 سنوات و الذي جعل المدينة تحظى بإزالة تلوث المياه العادمة بنسبة 100%.

و بفضل نظام محاربة تلوث الساحل الشرقي، أصبح 24 كلم ساحلية ممتدة بين ميناء الدار البيضاء و مدينة المحمدية خالية من التلوث .

يتم تجميع المياه العادمة بالمنطقة و معالجتها قبليا في هذه المحطة المتواجدة في سيدي البرنوصي قبل قذفها داخل البحر عبر قناة بحرية على بعد 2 كلم عن الشاطئ. و منذ تشغيلها، قامت المحطة بمعالجة حوالي 165 مليون متر مكعب من المياه العادمة، أي متوسط يومي قدره 250.000 متر مكعب.

كل يوم، تستخرج هذه المحطة حوالي 10 أطنان من النفايات، بدون احتساب الرمال و الشحوم.

في نهاية المطاف، ستعالج المحطة ما مجموعه 35 طنا من النفايات في اليوم.

و بفضل فعالية نظامها للتسيير البيئي، حصلت محطة أوسيان في السنة الماضية على إشهاد إيزو ISO14001- إصدار 2015.

«محطة العنق» لإزالة تلوث المنطقة الغربية

تم تصميم و إنجاز نظام محاربة تلوث الساحل الغربي بين سنتي 1993 و 1995، و هو نظام يمكن من المعالجة القبلية لـ 200.000 متر مكعب/يوم من المياه العادمة خلال أوقات الحر و 500.000 متر مكعب/يوم في وقت تساقط الأمطار.

و يتم تخليص هذه المياه من النفايات الصلبة بواسطة عملية فرز بالحواجز قبل دفعها في البحر. و يتكون هذا النظام أساسا من محطة للمعالجة القبلية للمياه العادمة «العنق» و قناة بحرية قطرها 2,1 مترا و طولها 3.600 مترا و التي تصرف مختلف تدفقات نصف جنوب و غرب الدار البيضاء على عمق 30 مترا داخل المحيط. و يتم تجميع أكبر التدفقات القادمة نحو العنق ثم تحويلها بشكل منحدر عبر قناة مجمعة غربية و قنوات الإلتقاط الثانوية التابعة لها. 

اليوم العالمي للماء : برنامج ليدك

• 22 مارس : مائدة مستديرة حول «معالجة المياه العادمة : التحديات و الحلول على ضوء مؤتمر المناخ كوب22»، منظمة من طرف مؤسسة ليدك لأعمال الرعاية بشراكة مع جمعية مدرسي علوم الحياة و الأرض - بمركز التربية على البيئة بالدار البيضاء.
27 مارس : الافتتاح الرسمي للفضاء التجريبي للزراعة الحضرية بمحطة تصفية المياه العادمة لمديونة.
• 31 مارس : ندوة ينظمها الإئتلاف المغربي للماء بشراكة مع ليدك، و حول موضوع : «أي تآزرات بين الأطراف المعنية من أجل التدبير المستدام للموارد المائية ؟» بأكادير

• 1 أبريل : ندوة حول «الماء و المياه العادمة : الإشكاليات و الآفاق»، تنظمها مؤسسة ليدك لأعمال الرعاية بشراكة مع جمعية الماء و الطاقة للجميع.

أرقام التطهير السائل بالدار البيضاء الكبرى

• حوالي 5.600 كلم من الشبكات،
• 118 محطة للضخ و 102 حوض للعواصف،
• 2 محطات للمعالجة القبلية للمياه العادمة إحداهما حاصلة على إشهاد إيزو ISO 14001 – إصدار 2015،
• محطة واحدة للتصفية، طاقتها تعادل 40.000 نسمة، و حاصلة على إشهاد إيزو ISO14001،
• قناتين بحريتين،
• 36 محطة لمراقبة مياه الإستحمام تغطي 14 شاطئا.