الخميس 28 نونبر 2024
راصد إنتخابي
آخر الأخبار
مغاربة العالم - الجهة 13
تابعونا على الفايسبوك

نوافير البيضاء تندثر .. والهدم يطال بناية «كازابلانكيز» التاريخية

عن /هيسبريس الأربعاء 5 أبريل 2017

أجهزت كل من شركة "الدار البيضاء للتهيئة" ومجلس مدينة الدار البيضاء على آخر نافورة تاريخية يعود تاريخ بنائها إلى سنة 1917 وتعدّ الخامسة من نوعها التي أقامها المهندس المعماري الفرنسي ألبير لابراد، وتقع قبالة بناتي الوكالة الحضرية وكنيسة "القلب المقدس" بمنتزه "ليوطي" سابقا" المعروفة حاليا بحديقة الجامعة العربية بقلب العاصمة الاقتصادية للمغرب.

ووفق معطيات مؤكدة توصلت بها هسبريس من مسؤولين بولاية الدار البيضاء، فإن الهدم سيطال مجموعة من البنايات التاريخية الموجودة بأكبر منتزه طبيعي بالدار البيضاء، على رأسها البناية الملحقة بملعب "كازابلانكيز"، والتي بنيت في بداية العقد الثالث من القرن الماضي، التي تحتضن قاعة لرياضة الجمباز وقاعة متعددة الاختصاصات ومكاتب تابعة لوزارة الشباب والرياضة ومجموعة من المرافق الأخرى.

ولجأت الشركة المشرفة على "تهيئة" الحديقة، في إطار مشروع أطلقه مجلس المدينة وولاية الدار البيضاء وشركة "الدار البيضاء للتنمية"، ليل أمس، إلى استخدام جرافة من الحجم الكبير لاستئصال النافورة التاريخية.

وحاولت هسبريس ربط الاتصال برشيد إدريس (الملقب بمولاي رشيد في أوساط المسؤولين بولاية الدار البيضاء)، الذي يشغل منصب مدير عام "الدار البيضاء للتهيئة"، إلا أن هاتفه ظل يرن بلا مجيب، قبل أن يتم الاتصال بأحد المسؤولين المقربة منه، الذي علق لهسبريس بالقول إن هذه النافورة لا قيمة تاريخية لها، على الرغم من أن السنة الجارية يكون قد مرّ على بنائها قرن كامل من الزمن.

وقال المسؤول، في تصريح لهسبريس، إن "الهدم طال تلك النافورات التي بنيت قبل مائة سنة، بسبب عدم ملاءمتها للتصميم الجديد للحديقة، والهدم سيطال أيضا مجموعة من المرافق الأخرى من ضمنها بناية وزارة الشباب والرياضة الموجودة بملعب كازابلانكيز".

ويأتي هدم هذه النافورة والاستعدادات الجارية للإجهاز على بناية كازابلانكيز، بعدما تعرّضت أقواس تاريخية بالدار البيضاء، خلال شهر فبراير الماضي، لتخريب بعض أجزائها بسبب مرور آليات الشركة العاملة في الورش، نظرا لعدم الالتزام بمعايير حماية الآثار التاريخية أثناء عمليات البناء أو التهيئة، بالرغم من أن الأمر يتعلق بأقواس يعود تاريخها إلى القرن السادس عشر، والتي جرى تحويلها من مكانها الأصلي بالقرب من ضريح سيدي بليوط إلى منتزه ليوطي بأمر من الحاكم العسكري الفرنسي سنة 1920، من أجل حمايتها آنذاك.

يذكر أن المهندس المعماري الفرنسي ألبير لابراد حلّ خصيصا بالمغرب، خلال الفترة الممتدة ما بين سنتي 1915 و1917، من أجل تصميم وبناء أول منتزه طبيعي بالعاصمة الاقتصادية للمغرب خلال بداية فترة الحماية.