من قال إن الدار البيضاء،حاضرة المغرب الاقتصادية المطلة على المحيط الأطلسي تتقدم فهو مُحق بالنظر لأشغال المشاريع الكبرى المهيكلة كشق الخط الثاني من شبكة «الترامواي»،لكن تظل هذه المدينة المليونية تحفل بالمتناقضات وتنضح بالمزيد من الفوارق الاجتماعية .
وتُظهرالصورة الملتقطة ظهر اليوم الاثنين،تلاميذ يقطنون في حي«لمكانسة»الهامشي بعمالة عين الشق الذي سبق أن رصدت له الدولة مبالغ مالية كبيرة لتأهيله،وهم يتنقلون بشكل يومي إلى مؤسسة تعليمية أخرى تقع في شارع مقداد لحريزي وتبعد عن مساكنهم كثيرا. وحسب ما أكده أحد أقارب التلاميذ اللذين يظهرون في الصورة ،فإن أهاليهم تعاقدوا مع سائق دراجة نارية من طراز«تريبورتور» لإيصال فلذات كبدهم إلى المدرسة مقابل مبلغ مالي قدره خمسون درهما في الشهر عن كل تلميذ. ولا يخلو الأمر من خطورة بالغة بالنظر إلى أن التريبورتور مخصص أساسا لنقل البضائع وليس البشر،بحكم أن سائقه لا يتوفر على تأمين لباقي الركاب،ناهيك عن كون مساره الطرقي وهو يحمل يوميا التلاميذ يعج بأصحاب النقل السري من«الخطافة» الذين يتخذون من تقاطع شارعي أمگالة ومحمد السادس محطة لنقل قاطني الأحياء الهامشية مثل دوار نبيل،لمكانسة ، التقلية وغيرها. وكانت الدولة قد وضعت قبل 3 سنوات خلت (2014 ) برنامجا وصف ساعتها بـ«الاستعجالي» عقب الخطاب الملكي في الدورة الخريفية للبرلمان المنتقد لما تعيشه مدينة الدار البيضاء من اختلالات مجالية وفوارق طبقية، ليتم تخصيص 620 مليون درهم لتسهيل اندماج سكان المناطق المحيطية بالدار البيضاء الكبرى، أملا في الارتقاء السريع بمستوى عيشهم،. وتم وضع وتنفيذ مخطط استعجالي لفائدة 3 مناطق بضواحي المدينة (دواوير مكانسة، دواوير سيدي بلحسن، دواوير الهراويين) قصد تمكينها من الولوج إلى مجموع الخدمات الأساسية، وذلك بمساهمة من الميزانية العامة للدولة، ومجلس المدينة، والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية والجماعات المحلية ،لكن على مايبدو ماتزال الآمال المرجوة بعيدة المنال. |