لم يعد مركز مدينة الدار البيضاء كما في السابق يستهوي الراغبين في التجول بـ«السونطر ڤيل» بعد موعد الإفطار، بل إن الصخب امتد ليعم المكان بعدما اكتسحه المئات من الباعة المتجولين واستوطنوا شوارع وأزقة عديدة.
بجوار عربات «الترامواي » في شارع محمد الخامس رُصٓت سلع كثيرة، ملابس لمختلف الأعمار،أواني، ألعاب أطفال ، هواتف نقالة مستعملة،ملابس أطفال غالبيتها جيء بها من «سوق الشمال» للسلع المهربة في منطقة كراج علال. تعرض ملابس الأطفال بأسعار تفضيلية وهناك من الباعة من اختار«الريكلام»،وهكذا يعرض بضاعته بسلع تجعل المارة متحلقين حوله بحثا عن«هوتة». أما المحلات التجارية فغالبيها أغلقت أبوابها واصحابها يعانون فترة كساد غير مسبوقة. «راحنا مشينا عند العامل مدار معانا والو..مشينا للولاية سدوا علينا وقالو لينا ميقدروش يتدخلوا مع هاد شي ديال الحسيمة ولاحونا للتوش»، يوضح تاجر يملك محلا في شارع محمد الخامس وهو يضرب كفا بأخرى ليضيف بتنهد«التجار راهم مضرورين بزاف ،وااه من الربعة ديال لعشية حتى للمغرب ، ومباشرة بعد الآذان كتعمر الدنيا بالفراشة وحنا ولينا كننشو الذبان عاد زيد الهضرة الخايبة والتسوڤيج،واش بنادم خارج يضور مع وليداتو وإلا عجباتو شي حاجة يشريها ليهم من محل معروف ولآ يتگريسا صحة في رزقو ويسمع هضرة الزنقة من الفوق..السلطة مدايراش خدمتها وزعما هنا راه القلب ديال لمدينة ومركز السياحة .» عدا شارع محمد الخامس حيث تمر عربات الترامواي بتثاقل في المساءلة الرمضانية يعج مركز المدينة بالمزيد من الخلق قرب مقهى«لاشوب» أفرد المزيد من الباعة سلعهم وعلى طول ممر الأمير مولاي عبد الله اصطف عشرات آخرون يعرضون في زقاق بشري مكتظ المزيد من السلع الصينية، من التقاشر حتى الكومبلي وبسعر التراب . وهكذا وجد تجار «لبرانس» أنفسهم مُكرهين على إغلاق بوتيكاتيهم أمام هذا الزحف البشري الهادر والتحقوا بزملائهم اللذين أغلقوا محلاتهم في شارع محمد الخامس. «زيدو مبقاش..الكسوة ديال العيد بثلاثين درهم.. لا غلاء على مسكين..»، يردد بائع كان يقف بجانب «زريقة» البائع الليلي للصحف بتقاطع لبرانس وزنقة إدريس لحريزي.
«تشرب شي دكة ؟ رآها ديال الدار أتاي حقيقي.»يسألنا زريقة هو يمد يده لبراد شاي صغير ويصب كأسا، ليضيف«خويا ماهير واش مبغتيش تكتب على هاد شي..كنت كنبيع مائة جورنال على الأقل من بعد لفطور هاد العام والله مكنفوت عشرين وينادم ميقدرش يوقف يتصفح الجرائد وسط هاد الزحام .واش هادي الدار البيضاء ولا عروبية.» «سير بعد مني خلي الناس تترزق الله» ،أرد عليه وأنا أناوله الكأس فارغا وأتوغل صعودا وسط «الفراشة» باتجاه شارع لالة الياقوت .
|