الجمعة 29 نونبر 2024
راصد إنتخابي
آخر الأخبار
مغاربة العالم - الجهة 13
تابعونا على الفايسبوك

«ليكسيفيا» مطرح مديونة للنفايات.. «تشرنوبيل» جديدة تهدد البيضاويين

كازا 24 الجمعة 28 يوليوز 2017

حذرت دراسة علمية الجديدة من تهاوي جبال الأزبال وتلوث الفرشة المائية بسبب ارتفاع منسوب مياه «ليكسيفيا» بمطرح النفايات بمديونة، ضاحية البيضاء.

وحملت معطيات الدراسة، أخبارا صادمة حول الفرشة المائية في المنطقة التي تحتضن مطرح مديونة، التي تأثرت من ارتفاع منسوب عصارة الأزبال الذي طال الآبار القروية المستغلة في أنشطة السقي الفلاحي والتغذية والتزود بالماء الصالح للشرب، فيما تم رصد تسارع حركة «ليكسيفيا»، إذ سجل بالشمال الغربي للمطرح تزايد مستوى الانحدار الهيدروليكي بنسبة 0.4 %، ما يؤشر على صعوبات في جريان المياه الجوفية، فيما لم تتجاوز النسبة في الجنوب الغربي 0.1 %، بسبب انسيابية حركة المياه تحت الأرض.
وتتألف عصارة الأزبال التي تهدد بانهيار جبال النفايات، من مواد معدنية وكيماوية خطيرة، بنسب متفاوتة، من قبيل الزنك والحديد والنحاس، وكذا «المنغنيز» و«النيكل» و«الكروم»، إضافة إلى «الرصاص» و«الكادميوم»، فيما نبهت الدراسة إلى تنامي مخاطر الـ«ليكسيفيا» بتزايد حجم النفايات وتساقط الأمطار، يتعلق الأمر بخطر وشيك يحدق بالبيضاويين بحلول عيد الأضحى الذي يرفع حجم الأزبال وبداية هطول أمطار الشتاء بحلول شتنبر المقبل.

وكشفت الدراسة عن تخوفات بشأن التأخر في إغلاق مطرح مديونة الحالي، وتحويله إلى المطرح الجديد، بعد تحرير وعاء عقاري مساحته 35 هكتارا، لم يجر تجهيزه بعد لاستقبال النفايات، مشددة على أن إنتاج البيضاء اليومي من الأزبال قفز من 1850 طنا في 1989، إلى 3800 طن بحلول 2003، مرورا بـ2860 طنا في 1996، علما أن 70 % من هذه النفايات مكونة من مواد عضوية، و65 % منها عبارة عن مواد رطبة، يتعلق الأمر بمخلفات الورق والكارطون والبلاستيك، وكذا النسيج والزجاج والمعادن وغيرها من الأزبال، المستهدفة جميعها بالمخطط الوطني لتدبير النفايات المنزلية.

ويفسر مطرح مديونة بعض أسباب تعثر تنفيذ المخطط الوطني لتدبير النفايات المنزلية، إذ ما زال مسؤولو مجلس البيضاء، يناقشون تقارير حول وضعية المطرح، الذي كان من المفروض أن ينتهي العمل به بتاريخ 18 نونبر 2010، حسب اتفــاق التدبير المفــوض الموقع في 2008، مع ثلاث شركات هــي «إيكوميد» و«جيسي» و«إيدجيبورو»، قبل أن يحول دون ذلك، فشل فتح مطــرح عمــومي جــديــد مراقب، فــوق وعاء عقاري غير بعيد عن مكان المطرح الأول، بمعايير ومواصفات علمية وبيئية دقيقة منصوص عليها في دفتر التحملات، علما أن العقار لم يتم الحسم فيه إلا بعد سنوات من التفاوض والمناقشة مع المالكين، بسبب ندرة الوعاء العقاري.

دقت المعطيات العلمية الواردة في دراسة وضعية مطرح مديونة ناقوس الخطر، حول تراكم حجم عصارة الأزبال “ليكسيفيا” بحجم 220 مترا مكعبا يوميا، أي بزيادة 80 ألف متر مكعب سنويا، ما يؤشر على انهيار مرتقب لبعض المناطق الهشة في المطرح، إذ أظهرت صور حديثة انحدار سور كان يفصل بين منطقتين لتصريف الأزبال.
ويرتقب أن تتفاقم وضعية المطرح، في ظل تعثر وتيرة تنفيذ أهداف المخطط الوطني لتدبير النفايات المنزلية، الذي لم تتجاوز نسبة إنجازه 48 % بنهاية السنة الماضية، إذ تم تشغيل ثلاثة مطارح مراقبة فقط، في كل من مكناس ومراكش وإفران، من أصل 75 مطرحا مستهدفة في أفق 2020، فيما تظل طنجة التي تنتج 300 ألف طن من النفايات المنزلية سنويا، والبيضاء التي تنتج 1.2 مليون طن، نقطا سوداء في المخطط الوطني، الذي ناهزت قيمة تمويلاته 4220 مليار سنتيم.

و وفق يومية «الصباح» التي أوردت الخبر، فقد أَسْقَطتْ آخر دورات مجلس المدينة من جدول أعمالها ملف مطرح مديونة مرة أخرى، وإن كانت صفة الدورة «استثنائية»، إذ كشف تجاهل هذا الملف عن جهل عمدة البيضاء ومكتبه المسير بخطورة كارثة بيئية تحدق بالبيضاويين، يتعلق الأمر بحوضين من عصارة الأزبال «ليكسيفيا» في المطرح المذكور، يخزنان 88 ألف متر مكعب، وفق معطيات بحث أنجز من قبل باحثين أخيرا، كشف أيضا، عن تهديدات بانهيار جبال النفايات في شبه «تسونامي»، سيعصف بالمطرح ومحيطه، تحديدا دوار «الحليبية»، ناهيك عن تمركز الحوضين حاضنة للروائح الكريهة والجراثيم والبكتيريا المسببة لأمراض خطيرة، إلى جانب تلويث الفرشة المائية، التي استنزفت خلال الفترة الماضية، بسبب بلوغ المطرح العصي على الإغلاق، مرحلة الإشباع منذ سنوات.