مصطفى لطفي/عن: الصباح
أطاحت الرشوة بأمنيين بالبيضاء، أخيرا، بعد أن ضبطا متلبسين بتسلم مبلغ مالي من سائق دراجة نارية، ارتكب مخالفة بشارع المقاومة. ويأتي إيقاف الأمنيين، مع فتح لجنة تابعة للمديرية العامة للأمن الوطني تحقيقات داخلية شملت أزيد من 20 أمنيا ينتمون إلى مدن فاس ومكناس والرباط وبوزنيقة، ومن مختلف الرتب، بناء على شكايات وتقارير تتهمهم بالتورط في خروقات مهنية جسيمة. وكان الأمنيان، وهما برتبة مقدم شرطة، يشرفان على حركة السير والجولان بشارع المقاومة، قبل أن يأمرا سائق دراجة نارية تورط في مخالفة سير بالتوقف. وأكدت مصادر أن السائق عرض عليهما تسليمهما مبلغا ماليا لتفادي تحرير مخالفة في حقه، وهو العرض الذي وافقا عليه. وأغفل الأمنيان، توضح المصادر، وجود لجنة للمراقبة تابعة لولاية أمن البيضاء، أوكلت لها مهمة مراقبة عمل عناصر شرطة المرور، إذ بمجرد تسلمهما المبلغ المالي، فاجأتهما عناصر اللجنة متلبسين بالرشوة، ليتم إيقافهما ونقلهما إلى مقر ولاية أمن البيضاء.وأكدت المصادر أن مسؤولي الأمن أشعروا النيابة العامة بالواقعة، فأمرت بوضع الموقوفين تحت تدابير الحراسة النظرية وتعميق البحث معهما من أجل الرشوة، مبرزة أن المديرية العامة للأمن الوطني دخلت على الخط، إذ فتحت ملفا تأديبيا في مواجهة المعنيين بالأمر، في انتظار نتائج البحث القضائي الجاري في شأنهما. وفي السياق نفسه، تقاطر عدد من الأمنيين بينهم عمداء وضباط شرطة، إلى مقر تابع للمديرية العامة للأمن الوطني بالرباط، للخضوع لتحقيق داخلي، حول تورطهم في خروقات مهنية، بناء على شكايات سواء من قبل زملائهم في العمل أو مواطنين، بعضها معروض على القضاء. وأكدت المصادر أن هذه التحقيقات، بداية لحملة تطهير جديدة ستشرف عليها المديرية العامة للأمن الوطني، بعد أن أطاحت في وقت سابق بأمنيين بعدد من المدن، وأصدرت في حقهم عقوبات تأديبية وصلت إلى حد إعفائهم من مهامهم. وأكدت المصادر أن المديرية العامة تترقب نهاية هذه التحقيقات لاتخاذ القرارات التأديبية في حق المتورطين، مع متابعة ملفات آخرين معروضة على القضاء وانتظار صدور أحكام فيها لتحديد طبيعة العقوبة، مبرزة أن التحقيقات مع أمنيي تمارة وسلا اقتصرت على الرسائل المجهولة وتسجيلات صوتية تتهم رجال الأمن بالتورط في خروقات وصفت بالخطيرة. وشددت المصادر على أن المديرية العامة للأمن الوطني، وفي إطار حملة التطهير، تعد حركة تنقيل واسعة بفاس ومكناس وولاية أمن الرباط وبوزنيقة، ستشمل ضباط وحراس أمن بهدف ضخ دماء جديدة بهذه المناطق، على أن تشمل التنقيلات مدنا أخرى مستقبلا.
|