مباشرة بعد صلاة عيد الأضحى تحولت شوارع وأزقة الأحياء الشعبية في مدينة الدار البيضاء إلى أرخبيل من الجزر المتناثرة لا رابط بينها سوى برك مائية آسنة ونيران صديقة تفنن قاصرون ومراهقون في إشعالها لـ«تشويط»رؤوس الأضحاحي بعد نحرها .
وفِي ملتقيات الطرق نصبت أفران ملتهبة على الاسفلت وشرع أصحاب شي رؤوس الأكباش في مزاولة عملهم الموسمي لتحقيق هامش ربح إضافي .
وتحولت الأزقة لمزابل مفتوحة على الهواء الطلق في وقت أعلن فيه مجلس مدينة الدار البيضاء عن توزيع 50 طن من الاكياس البلاستيكية القابلة للتحلّل على سكان كازابلانكا في هذه المناسبة، لكن انتشار الازبال صباح اليوم الجمعة بشكل كبير في المدينة دفع بغيورين إلى إطلاق «هاشتاغ» مع صورة كاريكاتيرية تجسد إيقاع الحياة اليومية في شوارع كازا يوم عيد الأضحى وعبارة «وافين حقنا من الميكة،شفنا غير الزيرو وعين ميكة ..هيهيه..عيد مبارك سعيد لولاد الشعب».
ويبدو أن المشكل يكمن في أعضاء مجلس المدينة المكون من أغلبية لحزب العدالة والتنمية ، الذين تكفلوا بتوزيع الأكياس البلاستيكية وكأنها حق مكتسب وشرعوا في الاتصال بالمريدين والأتباع وكأنهم أنجزوا فتحا عظيما. والوقاحة هي أن يتصل عضو بمواطن معوز لم تكن له القدرة لشراء الاضحية ويطلب منه اللقاء به لأخد حصته من الأكياس.
|