الجمعة 29 نونبر 2024
راصد إنتخابي
آخر الأخبار
مغاربة العالم - الجهة 13
تابعونا على الفايسبوك

سكان كازا يراسلون الملك ويسائلونه عن أوضاع مدينتهم في عريضة على الإنترنت

كازا 24 / حسن فتيح الجامعي الثلاثاء 5 شتنبر 2017

في عريضة انتشرت على مواقع التواصل الإجتماعي وعلى الإنترنت عموما، خرجت ساكنة الدار البيضاء عن صمتها تجاه ما يقع لمدينتهم، مفخرة كل البيضاويين والمغاربة كافة، من تدهور على جميع الأصعدة.

وجائت العريضة في نسق نقدي لاذع لما آلت إليه أوضاع المدينة المليونية، في كل المجالات، البئية والمجالية، وكذا الصورة القاتمة التي بدأت تظهر عليها، بسبب تدني أوضاعها الأمنية، والتي أصبح المواطن فيها يتحسس نفسه كل لحظة وحين يهم فيهما للخروج إلى شوارعها.
وجاء في العريضة على لسان مواطن غيور على مدينته الدار البيضاء، في رسالة مؤثرة لعاهل البلاد متوسلين إليه أن يتدخل عاجلا كي يعيد للمدينة هيبتها التي تعد مفخرة لكل المغاربة، وليس لساكنتها فقط.
وقالت العريضة: نحن البيضاويون والبيضاويات، نلاحظ مع بالغ الحزن والأسى والقلق الكبير الكارثة الحضرية والإجتماعية التي أصبحت عليها الدار البيضاء، ومن أجل إخراج مدينتنا من هذه الأزمة الحقيقية ووقف هذا النزيف الذي يسير بها نحو الهاوية، على غرار المدن العالمية العملاقة والتي أصبحت وحوشا ضارية على ساكنتها، وتفادي نزولها إلى الجحيم الذين لن ينجو معه أحد، نطلب ما يلي:

(1) الوقف الفوري لكل تلك السياسات والقرارات التي تسببت في هذه الفوضى.

(2) نطالب أن ينشر وعلى نطاق واسع باللغة العربية والأمازيغية والفرنسية ميثاق المواطن الصالح، في شكل ملصقات على الواجهتا الإشهارية في كل أرجاء المدينة، مع الأوامر الواجب احترامها تحت طائلة الغرامات أو الأشغال ذات المنفعة العامة، مثل تنظيف الشوارع لمدة يوم أو أكثر.

(3) وضع شخص على رأس مجلس المدينة يكون مؤهلا تأهيلا عاليا، ولا ينتمي لأي حزب سياسي، وليس من وزارة الداخلية، ومنحه الصلاحيات والوسائل اللازمة لتحويل الدار البيضاء إلى عاصمة لجنوب البحر الأبيض المتوسط.

(4) ضمان سلامة المواطنين عن طريق مكافحة الجريمة من خلال جميع وسائل المراقبة والوقاية، وإعادة النظر في الأحكام السجنية لهؤلاء المتسببين في ما آلت إليه الأوضاع الأمنية من تردي وعدم الإحساس بالأمن والأمان بالعاصمة الإقتصادية.

(5) ضمان النظافة والأمن بجميع مقاطعات الدار البيضاء، وذالك بتزويدها بالوسائل التقنية والبشرية اللازمة، ومكافحة السلوكيات التي تضر بها، عبر إقامة نظام لا هوادة فيها (باستخدام الكاميرات) للقضاء على الجريمة.

(6) المضي قدما في إعادة تأهيل وتثمين التراث المعماري آرت ديكو، وإعادة الإعتبار للمجال العمراني للمدينة القديمة والدرب القديم بعين الشق والحبوس، لجعلها مقصدا سياحيا هاما كما عهدناها سالفا؛ لا سيما وقبل كل شيء، (أ) تعديل مشروع إعادة تأهيل وسط المدينة لجعله منطقة مكرسة تماما للثقافة والفنون؛ (ب) الشروع في تجديد واجهات المباني في وسط مدينة الدار البيضاء بأكملها، من خلال توفير فرص تعليمية مستقرة وفرص عمل للباحثين عن عمل؛ (ج) إنشاء مكتب سياحي بالدار البيضاء قادر على بناء المدينة على أنقاذها الأسطورية مرورا من هوليوود ووصولا إلى مقهى ريكس.

(7) إنشاء قناة تلفزيونية محلية مكرسة للشؤون الراهنة للمدينة، وتثمين أنشطة المجتمع المدني في الدار البيضاء، وتلقين سكان المدينة السلوك الحضاري الواجب نهجه تجاه مدينتهم.

(8) إنشاء المزيد من المساحات الخضراء، وإتاحة المرافق الرياضية مجانا للجمهور، ووضعها تحت مسؤولية جمعيات الأحياء للإشراف عليها.

(9) تزويد الدار البيضاء بميترو الأنفاق للقضاء على مشكلة النقل المستعصية على الحل، ولوضع حد للنقل السري الذي ما فتئ يزددا ضراوة متسببا في حوادث مميتة، ناهيك عن تشويه جمالية السير والجولان بالمدينة.

(10) تزويد المدينة بالموارد البشرية اللازمة لتنفيذ خطة العمل هذه، من خلال توظيف أشخاص مؤهلين ومتحمسين، مع تدريب وتأهيل الشباب لهذه المهام، لأن وظائف لا تسقط من السماء، بل السياسات العمومية هي التي تخلقها.

(11) إطلاق حملات مستمرة لمدة لا تقل عن ثلاث سنوات، في وسائل الإعلام والمدارس وفي الشوارع، لتثقيف المواطنين حول المواطنة الصالحة والسياسة التشاركية بالمدينة.

وإذا نظرنا مليا لكل هذه المطالب الموثقة في هذه العريضة، سنجد أنفسنا أمام أمر واحد، ألا وهو المصلحة العامة التي تطالب بها هذه سكانة مدينة الدار البيضاء من ملك البلاد مباشرة، بعد فشل كل من تناوبوا على ترؤس مدينتهم دون أي شيئ يذكر، سوى التدوهر الممنهج لكل المرافق وانتشار الأوساخ بكل أحيائها، ناهيك عن استفحال الجريمة التي لم أرهقت بال سكانة المدينة، وهذا الأمر هو من عجل بخروج هذه العريضة إلى العلن.