السبت 30 نونبر 2024
راصد إنتخابي
آخر الأخبار
مغاربة العالم - الجهة 13
تابعونا على الفايسبوك

«المدينة البيئية زناتة».. المغرب يصدر نموذجا بيئيا متكاملا لإفريقيا

كازا 24 / حسن فتيح الجامعي السبت 9 شتنبر 2017

هل ستجعلنا «المدينة البيئية زناتة» ننسى فشل المدن الجديدة في المغرب؟ 

منذ عشر سنوات، والمدن الجديدة التي بنيت في جميع أنحاء المملكة تناضل لإغواء وجذب السكان الجدد، المحاصرين في المدن الجانبية البعيدة، وقال محمد أمين الحجاج، مدير مؤسسة تهيئة زناتة، أن المشروع الذي تم تطويره بالقرب من الدار البيضاء يمكن تصديره إلى بلدان أخرى بإفريقيا.

هذه المرة، شرع المغرب في بناء مدينة تريد أن تكون ذكية وتحترم البيئة، ومن المتوقع أن يستوعب مشروع المدينة البيئية، التي افتتحها الملك محمد السادس في عام 2006، وهي التجربة الأولى من نوعها على الصعيد القاري، إذ من المرتقب أن تجذب أكثر من 000 300 نسمة بحلول عام 2030.

المشروع الذي ينجز على مساحة 1830 هكتارا، بقيمة استثمارية تناهز 21 مليار درهم، يمثل نموذجا للمدينة البيئية، إذ اعتمدت الشركة المشرفة عليه تهيئة حضرية مبتكرة، ويتمحور المفهوم الحضري الشامل للمدينة حول ثلاثة محاور أساسية، تتمثل في المفهوم اللبيئي، من خلال مقاربة ترتكز على مبادئ مسؤولة بيئيا، تحترم المعاير الدولية في هذا المجال.
وهكذا ستتوفر المدينة على نظام تهوية شامل، يمكن المنطقة من الإستفادة من المزايا الطبيعية، وذلك في إطار الإستغلال التام للموارد، إذ تم وضع نموذج للنظام وفق اتجاه الرياح السائدة، ما سمكن من خفض الحرارة المحيطة بحوالي درجتين مائويتين، خلال فصل الصيف.
ويتيح تصميم تصريف مياه الأمطار بالمدينة مرورها في أحواض والإحتفاظ بها، قبل التخلص منها في البحر، ما يمكن من تقليل الضغط على أنابيب مياه الأمطار الموجودة تحت الأرض، وتجديد المياه الجوفية. وتتميز المدينة الجديدة، أيضا في ما يتعلق بالبعد البيئي، بالمساحات الخضراء، إذ تقرر تخصيص 470 هكتارا، ما يعادل ثلث مساحة المدينة، ستقسم على محاور رئيسية تنطلق من الطريق السيار الحضري، الرابط بين البيضاء والرباط، نحو الساحل، ويمتد أول محور رئيسي على طول 3 كيلومترات تغطي مساحتها 40 هكتارا، بعرض يتراوح بين 50 مترا و 200 متر.

ومع ذلك، فإن العديد من المتتبعين يشككون في واقعية هذه «المدينة البيئية»، وهو المفهوم الذي فشلت فيه العديد من البلدان عبر العالم.
وفي مقابلة مع «موند أفريك»، دافع محمد أمين الحجاج، المدير العام لـ«شركة تهيئة زناتة»، عن نموذج المدينة المستدامة، بحيث يعتقد أنه يمكن أن تحدث ثورة في بناء مدن جديدة في المغرب وإفريقيا، حيث انخرطت المملكة في سياسة توسعها الإقتصادي القاري.

وأفاد الهجهوج أن «المدينة البيئية زناتة»، ستؤوي 300 ألف ساكن ستضم ثلاثة أقطاب خدماتية، تتمثل في قطب التعليم الذي سيشتمل على مركب جامعي بمعايير دولية، من شأنه تكوين الطلبة حول مهن أساسية تلبي حاجيات تطوير المدينة والجهة والمغرب بشكل عام، ووقع شركة تهيئة المدينة اتفاقية، خلال 2013، مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الأطر بهذا الصدد. 

وستتوفر المدينة على قطب الصحة، الذي سيضم وحدة علاج رئيسية بمجموعة من التخصصات الدقيقة، إضافة إلى مركز للتكوين وآخر خاص بالعيادات الطبية وفندقا، وتم التوقيع بهذا الصدد على اتفاقية شراكة بين «شركة تهيئة زناتة» ووزارة الصحة في يناير 2014، وأطلق طلب عروض دولي في الشهر الموالي لاختيار مستثمر ومسير للقطب الصحي. وستضم المدينة أيضا قطبا تجاريا مهما سيضم مجموعة من المنتوجات والعلامات التجارية الوطنية والدولية.

المدينة البيئية زناتة

والجذير بالذكر، أن المدينة البيئية الجديدة مثلت نموذجا قدمه المغرب بالمؤتمر الدولي للتغيرات المناخية الذي احتضنته مدينة مراكش في نونبر من السنة الماضية، علما أن هناك ممولين دوليين يساهمون في تمويل تنفيذ المشروع، إذ هناك تمويل متعاقد عليه بقيمة 300 مليون أورو، 150 مليون أورو من الوكالة الفرنسية للتنمية، ومبلغ مماثل من البنك الأوربي للإستثمار، إضافة إلى 4 ملايين أورو من الدعم من قبل الهيأة الأوربية لتسهيل الإستثمار بدول الجوار.