السبت 30 نونبر 2024
راصد إنتخابي
آخر الأخبار
مغاربة العالم - الجهة 13
تابعونا على الفايسبوك

هل أصبحت مدينة الدار البيضاء منفذا للمعاهد الفرنسية نحو إفريقيا؟

كازا 24 الاثنين 11 شتنبر 2017

تستقبل المدينة المليونية الدار البيضاء مزيدا من المدارس الفرنسية الراغبة في جعل «كازا» قاعدة خلفية في استراتيجيتها لدخول غمار المنافسة بالقارة الإفريقية.

هل أصبحت مدينة الدار البيضاء منفذا للمعاهد الفرنسية نحو إفريقيا؟

خلال السنوات العشر الأخيرة، استقرت مجموعة من المدارس الفرنسية العليا لتسيير الأعمال والهندسة في الدار البيضاء ، كالمدرسة المركزية لباريس، ومدرسة التجارة ليون، ووالمعهد العالي ESSEC أو جامعة باريس دوفين، ومدرسة الهندسة EIGSI، وقد وجدت هذه المدارس العليا دعما كبيرا وعلى نطاق واسع من قبل الدولة المغربية، التي تسعى إلى جعل هذه المؤسسات مركزا لتكوين الكفاء ات.

 وتراهن العديد من الجامعات الفرنسية والجامعات على دينامية العاصمة الإقتصادية للمغرب، المدينة المليونية كازا لديها العديد من المؤهلات لكسب الرهان: شواطئ بالمستوى، الطقس لطيف، الثراء الثقافي والمعماري، تكلفة المعيشة بأسعار معقولة.

وتعتبر مدينة الدار البيضاء، رغم حركة السير والجولان الداخلية الصعبة للغاية، على غرار كبريات المدن العالمية، مما تعانيه من اكتظاظ في حركة التقنل بداخلها، واحدة من المراكز الرئيسية للتعليم في المغرب، باحتضانها لجامعتين هامتين، حسن الثاني ومحمد السادس.

وبالنسبة لكلا البلدين، فإن إنشاء المدارس الفرنسية بالمغرب هو عملية «مربحة للطرفين». فمن خلال وضع قدمها في إفريقيا توسع المؤسسات الفرنسية عرضها للتكوين في القارة وتساهم في انتشارها الدولي. وبالنسبة للمغرب، حيث استنفدت الجامعات طاقتها الاستيعابية، أصبح رهان التعليم العالي أمرا بالغ الأهمية. في عام 2005، شرعت المملكة في مخطط تسريع صناعي واسع الأفق، وهو مخطط «Emergence»، الذي كان أحد أهدافه تدريب 15 ألف مهندس مغربي خلال عشر سنوات.

وعلى الرغم من ارتفاع الرسوم والتكاليف الدراسية عما هي عليه في باريس، أي ما يقرب من 5000 يورو سنويا مقارنة ب 3500 يورو في فرنسا، تفتخر المدرسة المركزية للدار البيضاء بكونها تشكل مصعدا اجتماعيا في بلد لا يزال فيه الحصول على التعليم مشكلة كبيرة. وبفضل الإعانات المقدمة من الدولة المغربية، يستفيد 80٪ من الطلبة من الإعفاءات الضريبية الجزئية أو الكلية. يقول السيد ديلي فيدوف: «عادة ما يلتحق الطلاب المغاربة الميسورون الذين لديهم موارد مالية كافية بالدراسة في فرنسا أو الولايات المتحدة .. هدفنا نحن هو تقديم دراسات راقية في القارة بأسعار معقولة».

بالإضافة إلى كل هذا فإن المغرب، من خلال فتح أبوابه أمام المؤسسات التعليمية الفرنسية، يسعى كذلك إلى اجتذاب الطلاب من جنوب الصحراء الكبرى وجعل المملكة كمنصة مركزية للتعليم الجامعي بإفريقيا، ولأنه الأكثر قربا والأيسر ولوجا من فرنسا فإن المغرب يوفر السياق التعليمي والثقافي المناسب الذي يسهل إدماج الطلاب الأفارقة.