من الجديدة.. تي بي مازيمبي يتوج بلقب عصبة الأبطال الإفريقية للسيدات |
«بسيكولوغ» لحاتم عمور يحصد أزيد من 2.2 مليون مشاهدة في أسبوع فقط |
مدرب الرجاء البيضاوي يتخذ هذا القرار بعد «الديربي البيضاوي» |
بالصور.. تفاقم ظاهرة احتلال الأرصفة بمنطقة «الرحمة» ضواحي الدار البيضاء |
الدار البيضاء.. السلطات المحلية تفكك تجمعا عشوائيا بإقليم مديونة |
إقليم الجديدة .. صناعة الفخار دعامة أساسية للتنمية المحلية | ||
| ||
يشكل قطاع صناعة الفخار أبرز الأنشطة التي تعرف بجماعة أولاد احسين التابعة للإقليم الجديدة، وأحد أهم دعامات التنمية المحلية القروية بها ، حيث يشغل هذا القطاع عددا كبيرا من اليد العاملة . ومن أجل دعم تطوير هذا القطاع بالجماعة خصصت ، وزارة الصناعة التقليدية ، والوزارة المنتدبة لدى وزارة الطاقة والمعادن والماء والبيئة المكلفة بالبيئة ، والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية ، ومجموعة المكتب الوطني الشريف للفوسفاط ، وجمعية الفردوس للفخارين ، غلافا ماليا يقدر ب 10 ملايين و500 ألف درهم . وفي هذا السياق ، تعمل المديرية الإقليمية لوزارة الصناعة التقليدية بالجديدة بتنسيق مع شركائها على النهوض بالقطاع ليلعب الدور المنوط به ، إذ تفيد معطيات للمديرية ، أنها برمجت رفقة بقية الشركاء مشروعا لاقتناء أفرنة غازية لدعم وتطوير قطاع الفخار بدوار الحشالفة بالجماعة نفسها ، ووضع حد لمعاناة العاملين في القطاع ، من متاعب ترتبط أساسا باقتناء الحطب والأفرنة العشوائية وطرق التخزين والتسويق . وترمي هذه العملية إلى تزويد 50 صانعا تقليديا ب 50 فرنا، للحد من انبعاث الملوثات الهوائية وحماية البيئة من التلوث وتطوير تقنيات الإنتاج ، وتحسين جودة المنتوج والرفع من الدخل الفردي للصناع والمحافظة على الحرفة من الاندثار .
وفي السياق نفسه ، أكد محمد الأزهري رئيس جمعية الفردوس للفخارين حاملة المشروع، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء ، أن الجمعية التزمت بتوفير الوعاء العقاري وهدم الأفرنة التقليدية المستعملة وتأطير وتتبع عملية تنظيم المستفيدين في إطار تعاونية حرفية .
كما تعهدت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بإعداد ملفات الاستشارة وطلبات العروض وإجراء الصفقات وإبرام العقود وتهييء الوثائق الضرورية لاستخراج التراخيص المتعلقة بأشغال البناء والمصادقة على المصاريف المرتبطة بالمشروع وإعداد تقارير شهرية عن تقدم الأشغال .
وحسب الأزهري، فإن مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط، التزمت بدورها بتقديم دعم مادي، بينما تكلفت وزارة الصناعة التقليدية بالدعم التقني والمواكبة بما في ذلك المساهمة والموافقة على دفتر التحملات والمصادقة على المواصفات التقنية وشروط السلامة للأفرنة الغازية والمشاركة في عملية فتح الأظرفة.
فيما تعهدت الوزارة المنتدبة لدى وزارة الطاقة والمعادن والماء والبيئة المكلفة بالبيئة بتقديم دعم مادي للمشروع في حدود 40 في المائة من تكلفة كل فرن.
ويتواجد بدوار الحشالفة بأولاد احسين ، الذي يقع على بعد حوالي 17 كلم جنوب مدينة الجديدة، أكبر تجمع لصناع الفخار، إذ يضم حوالي سبعين أسرة (رجال ونساء وأطفال)، تنشط بقطاع الخزف من أجل صنع ” الطعريجة أو التعريجة” / آلة إيقاع موسيقية مغربية، تصنف ضمن التراث الموسيقي المغربي ، وتصنع هذه الآلة من الطين والجلد ويتم تزينها بزخرفات مختلفة . ويتم تسويق هذه الآلة الموسيقية ، التي تشتغل بها العديد من الأسر بهذه المنطقة طيلة السنة من أجل تسويق منتوجها، على المستوى الوطني خاصة بمناسبة بالاحتفاء بعاشوراء، الحدث الديني والروحي الذي يحتفي به المغاربة ويصادف ليلة 9 و10 من شهر محرم . وفي هذا السياق ، صرحت السعدية مماثل، ” نشتغل بكبيرنا وصغيرنا النساء والرجال طيلة السنة ، من أجل بيع المنتوج خلال بعاشوراء”. وتضطر هذه السيدة للعمل مع باقي أفراد أسرتها في عجن الطين وتحويله إلى آلات الدف ، خصوصا بعد إخضاعها للصباغة والتزويق . وتشتهر منطقة أولاد احسين بإنتاجها الضخم وكذا رخص تسويقها مقارنة مع إنتاج مدينتي آسفي وفاس. ويتم تزليج “التعريجة” ، تضيف السعدية ، وهو ما يرفع من قيمة تسويقها ، وتعد المنطقة الممول الأول لكافة التجار على الصعيد الوطني ، حيث يقصدونها من كل الصوب نظرا لجودة المنتوج من جهة والأثمنة من جهة أخرى. ويتراوح معدل الإنتاج السنوي ما بين 30 و40 ألف وحدة مختلفة الأحجام، ويعزى هذا التفاوت إلى الأحوال الجوية ، إذ كلما كانت أحوال الطقس سيئة ، تراجع الإنتاج وتأخر، وكذا إلى التكلفة العامة لهذه الآلة الموسيقية والتي يدخل فيها ثمن الطين والحطب والنقل والمواد المستعملة كالصباغة والجلد ، الذي يجلب من مدينة مراكش، دون الحديث عن كلفة اليد العاملة والتي يشترك فيها كل أفراد الأسرة من الزوج إلى الزوجة ثم الأبناء، ولكل واحد دوره ، من العجن إلى التجفيف، إلى الحرق، إلى التجليد، إلى الصباغة . ويواجه الصناع بعض المشاكل المرتبطة أساسا بقلة الحطب ، حيث تستهلك عملية طهي الطين أطنانا، مما يدفعهم إلى البحث عن بديل، فيلجأون إلى استعمال العجلات المستعملة وبقايا كارطون المعامل، إضافة إلى انحصار مجالات التسويق. هذا المعطى فرض على الجمعية والمديرية الإقليمية للصناعة التقليدية، التفكير في استبدال الأفرنة التقليدية بأخرى حديثة تعمل بالغاز، إلا أن انتشار فيروس كورونا المستجد أوقف عملية استيراد قطاع الغيار . | ||