باتت المدينة القديمة للجديدة أو ما يعرف بـ"الحي البرتغالي" في حاجة إلى الصيانة والتأهيل، بحكم الوضع الذي أصبحت عليه في الآونة الأخيرة، علما أنها صنفت تراثا عالميا من قبل اليونسكو في 2004.
ويعتبر الحي البرتغالي مثالا متميزا يجسد تمازج الثقافتين العربية الإسلامية والأوربية، والتأثيرات المتبادلة بين الثقافتين، ويضم أجزاء عمارة مغربية قديمة في تمازج وتنسيق أضفى على الموقع سحرا وطابعا متميزا، منذ نهاية القرون الوسطى بعد سقوط الأندلس وبداية عصور الاستكشافات الكبرى.
وتصنف المشاكل التي تواجه عملية الحفاظ على الحي البرتغالي إلى عوامل طبيعية وأخرى بشرية، مثل وجود الحي على موقع مائي، مع كمية رطوبة مرتفعة في الجديدة، (أعلى نسبة 68 في المائة)، مع نسبة الأمطار السنوية. وعلى المستوى البشري، فقد رفع سقف المعاناة إلى درجة التدخل المباشر في التدبير والتسيير، ومنع المختصين من تكوين لجنة التدبير المسؤولة عن متابعة واستكمال الترميم الدائم الذي يحتاجه الموقع مثله مثل بقية المواقع في العالم، مع وجود نسبة كبيرة من الجهل بأهمية أعمال الترميم، وتعرض بعض الحجارة المرصوصة على أرضية الممرات إلى السرقة، أو قيام البعض بالترامي على حوائط الممرات بثقبها إما لهدف استعمالها لاحتياجاته اليومية، أو التطاول عليها في البنيان.
وتم تصنيف الحي البرتغالي، بعدما عرف تغييرات على مستوى محيطه لا ينساها سكان الجديدة، اذ تم هدم حيين آنذاك "حي الرجيلة" و"حي الدكاكة"، الذي كان قبلة لممتهني حرفة صياغة الذهب، لكي يتم إخلاء المحيط كمنطقة عازلة، بما قياسه ما بين 30 مترا إلى 60 ، وتعبيرا عن استعداد المغرب والتزامه بالحفاظ على هذا التراث الإنساني، وسبق لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم، أن حددت عدة معايير لكي يتم تصنيف التراث المرشح ذي القيمة الاستثنائية على المستوى العالمي، من قبل لجنتها المسماة "المجلس الدولي للمعالم والمواقع"، ولمناقشة أحقية الملفات المقدمة من قبل الدول الراغبة في الاعتراف بما تزخر به مدينة ما من مواقع أثرية وتاريخية وطبيعية. |