سلط المشاركون في يوم دراسي عقد أمس الإثنين بأزمور، الضوء على المؤهلات الثقافية والطبيعية التي تتوفر عليها مدينة أزمور ومحيطها، فضلا عن رهانات تحقيق إقلاع تنموي حقيقي بالمدينة. وأشاروا خلال هذا اللقاء، الذي احتضنته دار الصانع بالحي البرتغالي بأزمور، إلى أن المدينة تعتبر من أعرق المدن المغربية والغنية بالتراث المادي واللامادي، مبرزين أن هذا التراث يتنوع بين ما هو معماري من قصبات وأسوار ومساجد وزوايا، وما هو ثقافي كالطرز الأزموري والدرازة والخياطة، بالإضافة إلى التراث الفني والشفوي وغيرها.
واعتبر المتدخلون أن هذا التراث ما يزال يحتاج إلى الصيانة والتثمين من أجل دعم نهضة ثقافية وسياحية بالمدينة، مستعرضين عددا من الإشكاليات التي تعرقل انطلاق وإقلاع حقيقي للتنمية المحلية بالمدينة. كما انصب النقاش على المشكل البيئي المرتبط بانسداد مصب نهر أم الربيع، الذي ساهمت فيه العديد من الأسباب منها تراجع التساقطات المطرية وإلقاء كميات كبيرة من المياه العادمة فيه. وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أكد زكي سملالي رئيس المجلس الجماعي لأزمور، أن كافة الفاعلين يعملون بشكل مشترك من أجل تسخير جميع الإمكانات بهدف الدفع بعجلة التنمية بالمدينة. وأبرز السيد سملالي أنه في هذا السياق، تم توقيع اتفاقية شراكة مع الدار البيضاء للتراث، ستستفيد من خلالها مدينة أزمور من مبلغ 140 مليون درهم، ستخصص للمدينة العتيقة، من أجل إعادة تأهيل وتثمين الثراء الحضاري والإرث الثقافي الذي تتوفر عليه مدينة أزمور.
من جهته، أبرز أبو القاسم الشبري، باحث أثري ومدير مركز دراسات وأبحاث التراث المغربي-البرتغالي، أن المدينة تتوفر على مؤهلات ثقافية وطبيعية غنية ومتنوعة، معتبرا أن هذه المؤهلات تحتاج إلى الاهتمام والتثمين في أفق المساهمة بشكل فعال في التنمية الاجتماعية والاقتصادية والثقافية للمدينة. |