وم ع

نظمت، أمس الخميس بقاعة دار الصانع بأزمور، أمسية فنية احتفاء بإدراج فن الملحون ضمن قائمة التراث الثقافي اللامادي لليونيسكو، وذلك تحت شعار "الملحون فن مغربي متوارث من جيل إلى جيل".

وشارك في هذا الحفل الفني، المنظم من طرف الجمعية الإقليمية للشؤون الثقافية بشراكة مع المديرية الإقليمية للثقافة بالجديدة، جوق تابع لجمعية ربيع الملحون برئاسة الشيخ محمد حمزة الخليفي يضم 13 من المنشدين و5 عازفين كبار، وعدد من المنشدين.

وقدم الجوق، بالمناسبة، وصلات فنية شملت أشهر قصائد الملحون من قبيل "زاوكنا في حماك"، ثم قصيدة "الأم"، وقصيدة "مدينة الأمجاد" التي تتغنى بمدينة أزمور وقصيدة "الزهو في الكتب السماوية".

و أكد عبد اللطيف البيدوري رئيس الجمعية، أن تنظيم هذه الأمسية الفنية يندرج في باب الاعتراف بالمجهود الجبار الذي بذلته أكاديمية المملكة المغربية ووزارة الثقافة، وذلك في سبيل التحضير لملف اعتماد فن الملحون ضمن قائمة التراث الثقافي اللامادي، حيث جرى إصدار موسوعة الملحون المتكونة من 12 ديوانا.

وأضاف البيدوري، في هذا الصدد، أن الاحتفاء بفن الملحون هو اعتراف صريح بشيوخ الملحون الكبار من جهة، وبمدينة أزمور باعتبارها أحد صروح فن الملحون من جهة ثانية، فضلا عن كون ذلك إكبارا لعدد من المنشدين الصغار القادمين بقوة لضمان استمرارية هذا الفن الموروث جيلا عن جيل.

وفي تصريح مماثل، أكد عبد الإله جنان عضو اللجنة العلمية، التي أشرفت على تهيئ ملف الإدراج، أن أزمور تعتبر من بين المدن العريقة التي احتضنت اللقاء الجهوي التشاوري المتعلق بالإعداد لعملية الإدارج (أزمور، وأرفود وتارودانت)، والتي كان لها شرف المساهمة في التحضير لإدراج فن الملحون ضمن قائمة التراث الثقافي اللامادي لدى منظمة اليونيسكو.

من جهته، ذكر عبد العالي الصيباري المدير الإقليمي لوزارة الثقافة بالجديدة بنجاح أكاديمية المملكة ووزارة الثقافة في إدراج فن التبوريدة ضمن التراث غير المادي سنة 2021، وبعد ذلك فن الملحون سنة 2023.

وعلى هامش فعاليات هذا الحفل الفني، الذي حضره جمهور غفير، أكد محمد حمزة الخليفي رئيس جمعية ربيع الملحون، أن الاحتفاء بإدراج فن الملحون ضمن قائمة التراث الثقافي اللامادي هو احتفاء باستمرار وامتداد هذا التراث المتوارث عن الأجداد.

وارتباطا بذلك، صرحت المنشدة الشابة سارة الزهوري (15 سنة)، أنها مسرورة بالمشاركة في هذه الأمسية الفنية التي تعيد الاعتبار لفن الملحون، مشيرة إلى أنها تحاول الإبحار في هذا الفن من خلال الحفظ والإنشاد.

وتم على هامش هذه الأمسية الفنية، تكريم عديد من الفاعلين في مجال فن الملحون، منهم عبد اللطيف اليوسفي الرئيس السابق للجمعية الإقليمية للشؤون الثقافية، وأحمد عماري أمين الجمعية الحالي، وفاطمة الزهراء خليلي المديرة الإقليمية لوزارة الصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني بالجديدة.