جرى ، مساء أمس السبت بالمركب الثقافي بالجديدة، افتتاح معرض بعنوان "كناوة بعيون الفنان التشكيلي محمد خلافي".

ويعد معرض هذا الفنان العصامي، المنظم من قبل مؤسسة عبد الواحد القادري إلى غاية 31 ماي الجاري ، بمثابة احتفال بهذا الفن والموروث المدرج ضمن التراث الثقافي اللامادي لليونسكو لعام 2019 والانغماس في عالم غني بالتاريخ والرموز والروحانية.

وتجسد اللوحات المعروضة (20 لوحة) جوهر هذه الثقافة وسفرا مميزا في عوالم الجمال والموسيقى الروحية ، باعتبارها تمثل مشاهد احتفالات موسيقى "كناوة"، وصور تظهر التعبيرات المكثفة للمعالم وارتباطها العميق بالموسيقى، بالإضافة إلى أعمال تسلط الضوء على الآلات التقليدية.

وبالمناسبة، قال خلافي إنه "من خلال هذه الأعمال، أسعى إلى التقاط جوهر طقوس النشوة وعمق الروحانية وغنى التقاليد الموسيقية التي تحدد ثقافة موسيقى كناوة. كل لوحة هي بمثابة نافذة مفتوحة على عالم يمتزج فيه التاريخ بالموسيقى لإعداد لوحة متميزة فريدة من نوعها".

وأضاف الفنان التشكيلي ، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن الهدف من هذا المعرض يتمثل في تكريم هذه الثقافة الحية، وتقاسم جمال وقوة تعبيراتها الفنية مع الجمهور والمساهمة في الحفاظ على هذا التراث غير المادي، مشيرا إلى أن المعرض يعد ثمرة عمل انطلق سنة 2017.

من جانبه، أشار مدير المركب الثقافي للجديدة عبد الواحد السخي، إلى أن هذا النشاط الفني يعكس الاحتفاء بواحد من الكنوز الثقافية المغربية النابضة بالحياة، واكتشاف سر الإبداع الفني المستمد من إيقاعات موسيقى كناوة الساحرة.

وأشار إلى أن إدراج هذا اللون الموسيقى في التراث الثقافي غير المادي لليونسكو لم يأتي بمحض الصدفة، بل جاء نتيجة مزيج من الخصائص التاريخية والفنية والاجتماعية المميزة والتي منحت هذا الفن إشعاعا لا مثيل له، مضيفا أن اختيار موضوع هذا المعرض يؤكد هذه الأطروحة.