الخميس 23 يناير 2025
راصد إنتخابي
آخر الأخبار
مغاربة العالم - الجهة 13
تابعونا على الفايسبوك

الجديدة: إحتفاء بمؤلف «رحمة..الطريق نحو حريتي»

كازا 24 الخميس 23 يناير 2025

 احتضنت مكتبة باريس بالجديدة، أمس الأربعاء، حفل تقديم مؤلف "رحمة: الطريق نحو حريتي"، للكاتبة المغربية - الهولندية، رحمة المودن، والصادر عن مؤسسة دار سوشبريس للنشر ومجلس الجالية المغربية بالخارج.

وفي هذا المؤلف، الذي ترجمه من الهولندية إلى العربية مصطفى أعراب، تقدم رحمة المودن رؤية فريدة حول وضعية المرأة، من خلال تسليط الضوء على مسارها، من المغرب إلى هولندا، ونجاحها في الجمع بين التمسك بالجذور والانفتاح.

ويستعرض هذا الكتاب نضالات وانتصارات شابة مغربية في سعيها نحو التحرر والاستقلالية، حيث تمكنت من إثارة انتباه القارئ حول قضايا معاصرة كمقاربة النوع والثقافة والهوية والمساواة، مع تجسيد في الوقت نفسه لأسس المثابرة والنجاح لمغربية قررت طرق باب الهجرة.

وخلال هذا اللقاء، تحدثت رحمة المودن، التي أبصرت النور في أواخر الخمسينات بطنجة، عن معاناتها قبل وبعد الهجرة إلى هولندا في سن السادسة عشر، مؤكدة أنها خاضت صراعا داخليا مع نفسها من جهة، وفي مواجهة مختلف المظاهر الاجتماعية والثقافية التقليدية التي يتسم بها المجتمع. وفي هذا الصدد، تقول رحمة إنها تزوجت في سن مبكرة لأنها كانت تضع أمام عينيها حلم الهجرة من المغرب. لهذا، هاجرت مع زوجها صوب هولندا، البلد الذي حلمت باكتشافه منذ أن كانت في الثامنة من عمرها، لكنها لم تجد الطريق مفروشا بالورود.

وبعدما حطت الرحال بهولندا، اصطدمت رحمة، الفتاة "المتمردة" والراغبة في الانعتاق من القيود الاجتماعية المحافظة، بالواقع الصعب والمرير، إذ لم تكن تعرف اللغة أو الثقافة الهولندية، كما أنها كانت لا تزال صغيرة السن وحاملا بابنها البكر.

وبعد جهد كبير، تمكنت رحمة من إقناع زوجها بالخروج إلى العمل معه في مجال التنظيف، وكلها عزيمة وتصميم على تخطي الحواجز، إذ ظلت تصارع الضغوط والمضايقات ومظاهر العنصرية التي كانت تواجهها في عملها، وتمكنت من الارتقاء فيه إلى أن أضحت تضطلع بمسؤولية كبرى ومهام متنوعة، بتشجيع من صاحب العمل.

وبعد 15 سنة من الكد والاجتهاد، أصبح الطريق مفتوحا أمام رحمة وواصلت مسيرتها في قطاع التنظيف، الذي لم يكن سهلا لأنها لم تكن تتوفر على تكوين معين في هذا القطاع، حيث تمكنت من فرض ذاتها وأسلوب عملها الذي كان يتسم بالجدية والاحترام والتقدير وبصمت على مسار ناجح، مكنها اليوم من إدارة إحدى أكبر شركات خدمات التنظيف في هولندا، قبل أن تمرر المشعل لابنتها.

وتنكب رحمة المودن، حاليا، على تأليف رواية تعد تتمة لسيرتها الذاتية الأولى، لكنها تركز على جزء كبير من حياة زوجها "السي البشير"، كما تتضمن جزء مهما من حياتهما المشتركة، دون أن تنسى الحديث عن والدتها المرأة العصامية والذكية.

وبعدما عرفت النسخة المترجمة إلى اللغة العربية انتشارا واسعا وسط القراء المغاربة، تعمل رحمة، في الوقت الراهن، وبتنسيق مع عدد من مدعميها، على ترجمة كتابها الأول إلى اللغة الفرنسية لتقريبه من فئة أخرى من القراء والمهتمين المغاربة والأجانب.